سلّط تقرير لموقع “جسور بوست” الضوء على الواقع المتدهور للتعليم في ليبيا ، حيث تعاني العديد من المدارس من ضعف البنية التحتية ونقص حاد في المعلمين، وسط تجاهل حكومي للأزمة المتفاقمة.

وكشف التقرير أن الطلاب يواجهون بيئة تعليمية غير صالحة، إذ تفتقر المدارس إلى الفصول المناسبة، مما دفع الأهالي إلى تحويل المساجد والمختبرات إلى قاعات دراسية.

وأكد أن المعلمين يضطرون للعمل دون أجور، ما أجبر الأهالي على دفع مبالغ شهرية لتوظيف معلمين لسد العجز.

وأشار التقرير إلى أن بعض المدارس تعتمد على “تريلات صفيحية” كفصول دراسية، غير مؤهلة لحماية الطلاب من الظروف المناخية، فيما تعاني المدارس الأخرى من نقص في الخدمات الأساسية كالمياه والكهرباء.

وربط التقرير هذه الأوضاع بحكم القضاء الليبي على وزير التعليم في حكومة الدبيبة، موسى المقريف، بالسجن ثلاث سنوات وستة أشهر، بتهمة الفساد في إدارة عقود طباعة الكتب المدرسية، مما يعكس مدى الفساد الإداري الذي زاد من تدهور قطاع التعليم في ليبيا شرقا وغربا.

وأكد التقرير أن العديد من المدارس في ليبيا تشهد أوضاعًا متدهورة تؤثر سلباً في العملية التعليمية، حيث يعاني الطلاب تدهورًا في البنية التحتية، فيما يجد المعلمون تحديات عدة لعل أبرزها تأخر الرواتب، ما يدفعهم للبحث عن بدائل لتأمين معيشتهم وإعالة أسرهم.

ويطالب أولياء أمور تحدثوا إلى “جسور بوست”، بتحسين الأوضاع التعليمية، محذرين من تأثير نقص المعلمين وسوء البنية التحتية على مستقبل أبنائهم.

وتشير الإحصاءات إلى أن عدد الطلاب المسجلين بلغ 523 طالبًا وطالبة، إلا أن عشرات الطلبة اضطروا للانتقال إلى مدارس أخرى بسبب النقص الحاد في المعلمين.

وأكد التقرير أن غياب الدعم المالي تفتقر المدارس لمعامل الحاسوب والمختبرات العلمية والوسائل التعليمية الأساسية، ما يؤثر -بشكل مباشر- في جودة التعليم.

التقرير شدد على أنه رغم تعهد لجنة إعمار ليبيا بإنشاء مدرسة جديدة في المنطقة، فإن الأوضاع ظلت على حالها دون تغيير.

وصف الناشط الحقوقي طارق لملوم الوضع التعليمي في الجنوب الليبي بـ”الصادم”، قائلًا إن المدارس تعاني غياب الدعم الحكومي، والبنية التحتية المتدهورة، حيث يضطر الطلاب للدراسة في ظروف غير إنسانية، مشددا على ضرورة تدخل الجهات المعنية بشكل عاجل لإنقاذ التعليم في المنطقة.

وأكد لملوم ضرورة إجراء تحقيقات قانونية حول هذه الأوضاع، واتخاذ إجراءات عاجلة لتحسين البنية التحتية للمدارس في المناطق المتضررة، سواء في الجنوب أو في القرى المهمشة شرق البلاد.

ودعا وزارة التربية والتعليم إلى التنسيق مع البلديات لإنشاء مدارس نموذجية بسيطة، مؤكداً أن الأعداد ليست كبيرة والتكاليف يمكن تغطيتها محليًا دون الحاجة إلى تدخلات على مستوى أعلى.

واختتم لملوم حديثه بالتحذير من تكرار هذا الوضع مستقبلًا في ظل غياب إدارة حقيقية للملف التعليمي، سواء على المستوى المحلي أو من قبل الوزارات والحكومات المتعاقبة في الشرق.

Shares: