أكد المحلل السياسي الليبي، حسام الدين العبدلي، أن نتائج اللجنة الاستشارية لا تزال غير واضحة، وأن آلية عملها تفتقر إلى الشفافية.
وقال العبدلي في تصريحات نقلتها “سبوتنيك” إن اللجنة الاستشارية تتكون من 20 عضوا، ولكن تمثيلها للواقع السياسي في ليبيا يثير تساؤلات حول مدى كفاءتها، كما أن آلية اختيار أعضائها لم تكن واضحة منذ البداية، إلا أن الأهم من ذلك هو مخرجاتها، والتي لا تزال غامضة رغم بدء اجتماعاتها.
وأضاف العبدلي أن آخر اجتماعات اللجنة كان مع أعضاء لجنة 6+6، لكنه وصف بأنه غير مقنع، حيث كانت اللجنة أحد الأسباب التي أدت إلى عدم الوصول للانتخابات حتى الآن، فقد تشكّلت من 6 أعضاء من مجلس النواب و6 أعضاء من الدولة الاستشاري خلال فترة رئاسة، خالد المشري، ولكن مع تولي تكالة نشأ خلاف داخلي حول القوانين التي وضعتها اللجنة، ما أدى إلى سحب عضوية بعض أعضائها بقرار من تكالة.
وأوضح المحلل السياسي أنه رغم الخلافات، تم تمرير القوانين الانتخابية ونشرها في الجريدة الرسمية من قبل مجلس النواب، ثم إحالتها إلى المفوضية العليا للانتخابات، لكنها واجهت عقبات حالت دون تنفيذها، لافتا إلى أن المبعوث الأممي السابق، عبد الله باتيلي، صرح بأن هذه القوانين غير قابلة للتنفيذ على أرض الواقع، ما زاد من تعقيد الأزمة السياسية.
وأكد العبدلي أن ليبيا اليوم في مأزق سياسي كبير، فلجنة “6+6” لم تتمكن من التوصل إلى قوانين تحظى بقبول جميع الأطراف السياسية، والسؤال الذي يطرح نفسه: ما الذي يمكن أن تقدمه اللجنة الاستشارية (لجنة الـ20) في هذا التوقيت، خاصة في ظل إخفاق سابقتها؟.
ويرى المحلل السياسي أن حل الأزمة الليبية يعتمد على عاملين رئيسيين: الأول هو الشعب الليبي، الذي يجب أن يمارس ضغطا حقيقيا على الأجسام السياسية القائمة، أما الثاني هو الدول المتدخلة في الشأن الليبي، والتي لن تتخذ خطوات جادة لحل الأزمة إلا بضغط من الأمم المتحدة.
وأعرب العبدلي عن تفاؤله الحذر تجاه اللجنة الاستشارية، قائلا: “ربما تتمكن من وضع إطار قانوني يمهّد لإجراء الانتخابات، لكن بالنظر إلى الواقع السياسي في ليبيا وتعدد الأطراف المتدخلة، يبدو أن الوصول إلى حل لا يزال بعيد المنال”.
وتواصل اللجنة الاستشارية اجتماعاتها في مقرات بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا؛ إذ ناقشت القضايا الهامة المتعلقة بالإطار الانتخابي الليبي.
وأجرت اللجنة جلسة مع لجنة “6+6″، التي قامت بإعداد قوانين الانتخابات البرلمانية والرئاسية، وقدّم أعضاؤها إجابات مستفيضة على تساؤلات اللجنة الاستشارية.
وأشادت بعثة الأمم المتحدة بالمشاركة الفاعلة والدعم الذي أبدته لجنة “6+6” خلال المناقشات، مؤكدة أن الخيارات التي ستطرحها اللجنة الاستشارية ستُسهم في بلورة رؤية البعثة للمرحلة المقبلة من العملية السياسية في ليبيا.