أطلق أمير الحرب صلاح بادي، قائد مليشيا “لواء الصمود”، دعوة مفاجئة إلى “الثورة” في البلاد، وذلك في سياق هجومه على الحكومتين المتنافستين على السلطة، في خطوة أثارت مخاوف من تصعيد جديد للصراع في ليبيا.

شن بادي هجوماً لاذعاً على الحكومتين، متهماً إياهما بالخيانة و العمالة لقوى خارجية، ومطالباً بإسقاطهما وتشكيل حكومة جديدة تمثل إرادة الشعب.

وفي خطوة مفاجئة، دعا بادي إلى المصالحة الوطنية، مؤكداً استعداده للحوار مع جميع الأطراف الليبية، باستثناء من وصفهم بالخونة العملاء.

وأثارت دعوته ردود فعل متباينة في الأوساط الليبية، حيث اعتبرها البعض محاولة لـ “ركوب الموجة” واستغلال حالة الغضب الشعبي المتزايد، بينما رأى فيها آخرون إشارة لدق طبول حرب جديدة بين صفوف المليشيات المتنازعة على بسط سيطرتها في العاصمة طرابلس.

وعبرت بعض الأطراف السياسية عن قلقها من أن تؤدي دعوة بادي إلى تصعيد جديد للصراع في ليبيا، محذرة من مغبة الانجرار إلى “حرب أهلية” جديدة.

وأثارت دعوته للمصالحة الوطنية بعض التساؤلات حول مدى جديتها، خاصة في ظل سجله الحافل بالصراعات والاتهامات الموجهة إليه بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان.

تأتي دعوة بادي في ظل حالة من الاحتقان السياسي والأمني التي تشهدها ليبيا، حيث يتصاعد الغضب الشعبي من تردي الأوضاع المعيشية وتزايد الفساد والفوضى.

ويبدو أن بادي يسعى من خلال دعوته إلى استغلال هذا الغضب الشعبي لتعزيز موقعه السياسي والعسكري في غرب ليبيا، وإعادة تقديم نفسه كـ “منقذ” للبلاد.

فيما يثير توقيت دعوة بادي تساؤلات حول ما إذا كانت هناك أطراف خارجية تدعمه في هذه الخطوة، خاصة في ظل التنافس الإقليمي والدولي المتزايد على النفوذ في ليبيا.

وتعتبر دعوته للمصالحة الوطنية محاولة منه لتخفيف حدة الانتقادات الموجهة إليه، وإظهار نفسه كـ “رجل سلام” في ظل الظروف الراهنة.

ويرى خبراء في الشأن الليبي، أن هذه الدعوة قد تؤدي إلى تصعيد جديد للصراع في غرب البلاد، خاصة إذا ما استجاب لها بعض العناصر المسلحة والجماعات المتطرفة.

وقد تزيد دعوة بادي من تعقيد المشهد السياسي في ليبيا، وتعرقل جهود التوصل إلى حل سياسي شامل للأزمة.

فيما يؤكد البعض أن هذه الدعوة، تزيد من حالة الانقسام في المجتمع الليبي، وتعمق حالة الاستقطاب السياسي والاجتماعي.

وتدفع دعوة أمير الحرب للسلام، للتذكير بسجله الحافل من كونه ضابط في جيش الدولة الليبية قبل الانقلاب عليها إبان أحداث 17 فبراير عام 2011، إلى أمير للحرب ومشعلها في ليبيا.

وارتبط اسم صلاح بادي، بالعديد من الأحداث العنيفة، بما في ذلك تدمير مطار طرابلس وخزانات النفط خلال عملية “فجر ليبيا”.

ويرى الكثير من الليبيين أن بادي يمثل جزءًا من المشكلة وليس الحل، وأن دعواته إلى الثورة قد تؤدي إلى مزيد من الفوضى وعدم الاستقرار.

ويُتهم بادي من قبل البعض بأنه ذراع لجماعة الإخوان المسلمين في ليبيا، مما يزيد من تحفظ الكثيرين على دعواته، غير أن الجميع يتفق على كونه معاقب دوليا بسبب تورطه في جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.

Shares: