في تقرير نشرته مجلة “عرب ويكلي” اللندنية، سلطت الضوء على تصاعد المخاوف بشأن التحرك الروسي من سوريا إلى ليبيا، مشيرة إلى أن المخاطر كبيرة في ظل وجود العديد من اللاعبين الأجانب في المنطقة، مما قد يؤدي إلى حلقة لا نهائية من الصراع.
أكد التقرير أن ليبيا تعد منصة مثالية لروسيا لإعادة تأكيد نفوذها، خاصة بعد تراجع تأثيرها في سوريا، حيث يوفر المشهد الليبي فرصة جديدة لموسكو للتوسع وفرض أجندتها الجيوسياسية.
تطرق التقرير إلى تزايد القلق بشأن نقل روسيا أصولها العسكرية إلى شرق ليبيا، حيث أظهرت صور الأقمار الصناعية وجود طائرات هليكوبتر كا-52 ومنظومات إس-400، ما يشير إلى إعادة نشر موسكو لمعدات عسكرية رئيسية. كما تم رصد نقل طائرة شحن روسية من قاعدة حميميم السورية إلى ليبيا.
أوضح التقرير أن روسيا تسعى للاستفادة من الانسحابات العسكرية الغربية في الساحل الإفريقي، خاصة بعد خروج فرنسا من مالي، بوركينا فاسو، النيجر، تشاد، والسنغال، بالإضافة إلى انسحاب القوات الأمريكية من النيجر.
ويهدف هذا التوسع إلى السيطرة على موارد المنطقة، من النفط في ليبيا، إلى الذهب في السودان، إلى اليورانيوم في النيجر، لتعزيز مكانتها العالمية.
بحسب التقرير، فإن موسكو تسعى إلى تأسيس وجود بحري دائم في البحر الأبيض المتوسط، مما يتطلب الوصول إلى موانئ على مدار العام، إضافة إلى السيطرة على طرق العبور من ليبيا، وهو ما قد يمنحها القدرة على الضغط على أوروبا في قضايا الطاقة والبنية التحتية الحيوية.
تشير “عرب ويكلي” إلى أن روسيا وتركيا تحافظان على توازن دقيق بين المنافسة والتعاون التكتيكي في ليبيا، حيث تدعم موسكو قوات حفتر عبر مجموعة فاغنر، في حين تدعم أنقرة حكومة طرابلس عبر الطائرات المسيرة والمستشارين العسكريين.
أبرز التقرير أن الوجود الروسي المتزايد في ليبيا يثير مخاوف الجزائر وتونس، كما أن تداعياته تمتد إلى أوروبا، حيث يمكن للقوات الروسية استخدام ليبيا لتهديد البنية التحتية الأوروبية الحيوية، بما في ذلك الممرات البحرية وكابلات الاتصالات ومصادر الطاقة.
ختامًا، ترى “عرب ويكلي” أن ليبيا ليست مجرد بديل لموسكو عن سوريا، بل أرض اختبار جديدة قد تساعد روسيا في التوسع الاستراتيجي، مستفيدة من البيئة الليبية المجزأة، مما يعزز من تعقيدات المشهد الجيوسياسي في المنطقة.