قال مسؤول أمني بغرب ليبيا، إن العصابات المتاجرة بالبشر لا تزال تستقطب عشرات المهاجرين غير القانونيين، وتجني من ورائهم أموالاً طائلة بوهم تسهيل هجرتهم إلى أوروبا.
وأضاف المسؤول في تصريح نقلته “الشرق الأوسط” أن تلك العصابات تحصل من المهاجر على قرابة 10 آلاف دولار لإطلاق سراحه إذا كان مخطوفاً لديها، ونصف هذا المبلغ لمساعدته في الهروب عبر البحر.
وأوضح المسؤول أن ليبيا لا تزال تشهد تدفق أفواج من المهاجرين، وأرجع ذلك إلى اتساع عمل العصابات وقدرتها على جلب مئات المهاجرين من دول أفريقية.
وأشار إلى وجود مئات الألوف من المهاجرين طلقاء في شوارع ليبيا، منوهاً إلى تصريح سابق لعماد الطرابلسي، وزير الداخلية المكلف بحكومة «الوحدة الوطنية» المؤقتة، أشار فيه إلى ارتفاع عدد الوافدين غير الشرعيين إلى 3.5 مليون مهاجر، وهو الرقم الذي شككت فيه منظمات وحقوقيون ليبيون، باعتبار أنه لم يستند إلى إحصاء رسمي.
وتتجاهل قطاعات واسعة من المهاجرين غير النظاميين الفارين من دولهم، المحاذير الأمنية وموجة الصقيع التي تمر بها ليبيا، ويستهدفون المدن القريبة من الشواطئ المُطلة على البحر المتوسط بقصد الهجرة إلى أوروبا.
وتضبط الأجهزة الأمنية الليبية وبشكل متكرر عشرات المهاجرين في أماكن سرية، أو تعترض وتُعيد غيرهم من البحر إلى مراكز إيواء رسمية، في حين يتمكن آخرون من التسلل والهرب باتجاه شواطئ أوروبية.
وأعلنت منظمة «إس أو إس ميديترانيه» غير الحكومية، المُستأجرة سفينة «أوشن فايكينغ»، إنقاذ 112 شخصاً قبالة سواحل ليبيا في عمليتَين بين يومي السبت والأحد الماضيين.
وقالت المنظمة التي يقع مقرّها في مرسيليا بجنوب شرقي فرنسا، مساء الأحد، إن السفينة ساعدت في البداية قارباً مصنوعاً من الألياف الزجاجية أثناء الليل وأنقذت 25 مهاجراً من بينهم ثلاث نساء، إحداهن حامل، وتم إنقاذ 87 آخرين، الأحد، كانوا على متن قارب خشبي بالتنسيق مع السلطات الإيطالية.
وأفادت المنظمة، بأن الأشخاص الذين أُنقذوا كان معظمهم من بنجلادش والصومال ومصر، منوهة إلى أن السفينة اتجهت نحو ليفورنو في توسكانا، وهو ميناء خصصته السلطات الإيطالية على مسافة أكثر من ألف كيلومتر من منطقة الإنقاذ.
وبحسب أحدث الأرقام الصادرة عن «المنظمة الدولية للهجرة»، فُقد أو قضى 129 شخصاً في البحر الأبيض المتوسط منذ بداية العام الحالي أثناء محاولتهم الوصول إلى أوروبا.
ولم تعلن السلطات الأمنية المعنية بالهجرة في ليبيا عن عملية إنقاذ المهاجرين الـ112، لكن جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية، قال الإثنين، إن مكتب الترحيلات التابع للجهاز رحّل مهاجرين غير نظاميين من الجنسية التشادية بعد إتمام إجراءات الإبعاد عن الأراضي الليبية؛ وذلك لمخالفتهم القوانين.
وعادة ما تعلن المنظمات الدولية المعنية بالهجرة، عن اعتراض وإعادة مهاجرين غير نظاميين من البحر إلى السواحل الليبية بعد انطلاق قواربهم من البلاد، وذلك قبل وصولهم إلى اليابسة الأوروبية.
وتحولت ليبيا طريق عبور للمهاجرين الفارين من الصراعات والفقر إلى أوروبا عبر البحر المتوسط. وأعلنت الأجهزة الأمنية خلال الأيام الماضية «تحرير» مئات المهاجرين من قبضة عصابات تتاجر بالبشر، كانوا محتجزين في ظروف إنسانية وصحية سيئة للغاية، كما تم اكتشاف مقابر جماعية تضم جثث العشرات منهم.