كشف تقرير نشره موقع “ميدل إيست مونيتور” عن حالة الإذلال غير المسبوقة التي تتعرض لها ليبيا في ظل تزايد النفوذ الأجنبي وتراجع سيادتها الوطنية.

وأشار التقرير، الذي كتبه مصطفى الفيتوري، إلى النشاط الدبلوماسي المكثف الذي يمارسه المسؤولون الأمريكيون في ليبيا، وخاصة المبعوث الخاص ريتشارد نورلاند والقائم بالأعمال جيريمي بيرنت، إضافة إلى التحركات المماثلة للسفيرين البريطاني والفرنسي.

وأكد المقال أن الدور الأمريكي لا يقتصر على النشاط الدبلوماسي فحسب، بل يمتد إلى التواجد العسكري من خلال قيادة أفريكوم، حيث يقوم كبار قادتها بزيارات متكررة للبلاد ويلتقون بالساسة والقادة العسكريين في شرق البلاد وغربها.

وشدد الكاتب في مقاله على المفارقة المؤلمة بين ماضي ليبيا وحاضرها، مشيراً إلى أن البلاد كانت تحتفل سنوياً حتى عام 2011 بثلاث مناسبات تاريخية طردت فيها القوات الأجنبية من أراضيها، في حين تستضيف اليوم قوات أجنبية متعددة على أراضيها.

في مارس 1970، بعد ستة أشهر فقط من توليه السلطة، أمر العقيد الراحل معمر القذافي بإجلاء جميع القوات البريطانية المتمركزة في مجمعي الأديم / طبرق.

بعد ثلاثة أشهر، طرد الجيش الأمريكي من قاعدة ويلس الجوية الضخمة، الملقبة بـ “أمريكا الصغيرة”، نظرًا لمنطقتها شرق طرابلس. وفي أكتوبر من نفس العام، طرد القذافي أكثر من 20 ألف مستوطن إيطالي كانوا يسيطرون على جميع الأنشطة الاقتصادية الرئيسية تقريبًا، باستثناء النفط الذي كانت تهيمن عليه الشركات الأمريكية، في البلاد.

ولفت التقرير إلى أن ليبيا تستضيف حالياً قوات تركية ومرتزقة سوريين في ثلاث قواعد على الأقل في غرب البلاد، وقوات إيطالية في مصراتة وطرابلس، بينما تهيمن القوات الروسية على معظم القواعد العسكرية في الشرق والجنوب.

وأوضح التقرير أن تقديرات الأمم المتحدة لعام 2020 تشير إلى وجود نحو 20 ألف جندي أجنبي، بما في ذلك المرتزقة، منتشرين في عشرة مواقع على الأقل، في انتهاك واضح لقرارات مجلس الأمن الدولي.

واختتم التقرير بالإشارة إلى أن ليبيا، التي كانت دولة فخورة ومستقلة، أصبحت اليوم ساحة صراع بين القوى الأجنبية، خاصة روسيا وحلف شمال الأطلسي، في ظل حالة من النفاق العالمي حيث تؤيد جميع القوى قرارات الأمم المتحدة التي تدعو لإنهاء التدخل الأجنبي، بينما تواصل تدخلها في الشأن الليبي.

وتشهد ليبيا منذ أحداث 17 فبراير عام 2011 حالة من التناحر السياسي والتكالب على ثروات البلاد دون النظر إلى أحوال الليبيين الذين يعانون الويلات، حتى أصبحت البلاد مطمعا لكل الدول المجاورة.

Shares: