سلطت قناة دويتشه فيله الضوء على اكتشاف مقبرة جماعية جديدة في ليبيا تضم عدداً من المهاجرين غير الشرعيين، لتؤكد بذلك حجم المأساة التي يعيشها هؤلاء، والذين يواجهون الموت إما غرقاً في البحر المتوسط أو في الصحراء القاحلة.

وكشف تقرير القناة الألمانية عن عثور السلطات في شرق ليبيا على نحو 50 جثة هذا الأسبوع في مقبرتين جماعيتين في صحراء جنوب شرق البلاد، مما يضاف إلى سلسلة الانتهاكات التي يتعرض لها المهاجرون واللاجئون.

وفي هذا السياق، ندد المفوض السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك بالانتهاكات واسعة النطاق التي تمارس ضد المهاجرين واللاجئين، وحث السلطات الليبية على التحقيق في هذه الجرائم بشكل كامل والرد على هذه الانتهاكات.

واعتبر التقرير أن رحلة المهاجرين عبر الصحراء الكبرى باتجاه شواطئ المتوسط أصبحت أكثر خطورة من عبور البحر إلى أوروبا، مشيراً إلى تقرير المفوضية السامية لحقوق الإنسان الذي قدر أعداد القتلى من المهاجرين غير الشرعيين في الصحراء بضعف من توفوا غرقاً في البحر.

ونقل التقرير تصريحات إبرام فروس، مدير مركز الهجرة المختلطة، الذي أكد أنه على الرغم من عدم وجود أرقام دقيقة، فإن عدداً لا يحصى من المهاجرين يموتون عبر الطرق البرية المؤدية إلى ساحل البحر الأبيض المتوسط، وربما أكثر ممن يموتون في البحر.

إلى ذلك يواصل خفر السواحل في غرب البلاد، بدعم من الاتحاد الأوروبي، اعتراض المهاجرين الذين يحاولون عبور البحر المتوسط وإعادتهم إلى ليبيا، رغم إصرار المنظمات الدولية مرارًا وتكرارًا على أن ليبيا ليست مكانًا آمنًا.

فيما يواجه المهاجرون الذين ينطلقون من ليبيا في قوارب صغيرة عبر البحر المتوسط مخاطر محتملة متعددة، حيث إن الجثث التي تطفو بانتظام على شواطئ البلاد هي شهادة على الخطر الكبير المتمثل في تعرض القارب للمتاعب في أعالي البحار وغرق ركابه أو موتهم من الجفاف.

وتواجه ليبيا انتقادات من منظمات حقوقية دولية بسبب تقارير عن انتهاكات مروعة ضد المهاجرين من دول أفريقيا جنوب الصحراء، وتفشي ظاهرة الاتجار بالبشر.

Shares: