قال المحلل السياسي إدريس احميد، إن بريطانيا تسعى لاستعادة نفوذها في ليبيا لمواجهة التحديات الإقليمية والدولية، مؤكدا أن بريطانيا تاريخيًا كان لها حضور قوي في ليبيا، خصوصًا في شرق البلاد، حيث لعبت دورًا بارزًا في دعم استقلال ليبيا والإسهام في تأسيس الجيش الليبي خلال فترة المملكة الليبية.
وأضاف احميد في تصريح نقلته “سبوتنيك”، أن بريطانيا بعد تدخلها البارز في ليبيا عام 2011، تراجعت أمام نفوذ الولايات المتحدة وفرنسا، لكنها احتفظت بدور خفي من خلال دعمها بعض تيارات الإسلام السياسي وتدخلها في الملفات الاقتصادية، لاسيما ملف المصرف المركزي الليبي.
وأوضح أن بريطانيا، في ظل أزمتها الاقتصادية المتفاقمة نتيجة انسحابها من الاتحاد الأوروبي وأزمة الطاقة، إلى جانب التوترات السياسية في المنطقة والمتغيرات الدولية، تسعى اليوم للبحث عن موطئ قدم جديد في ليبيا لتعزيز مصالحها الاقتصادية والسياسية،
المحلل السياسي أكد أن بريطانيا تدرك أن استعادة نفوذها في شمال أفريقيا قد يمنحها فرصًا لتعزيز مكانتها الاقتصادية وتعويض الخسائر الناتجة عن خروجها من الاتحاد الأوروبي وتداعيات أزمة الطاقة.
احميد قال إن بريطانيا تعتبر العلاقة الوثيقة بين روسيا وشرق ليبيا تهديدًا لمصالحها الاستراتيجية، خصوصًا أن موسكو تُعد لاعبًا مهمًا في الملف الليبي وتتمتع بتعاون عسكري واقتصادي قوي مع شرق البلاد.
المحلل السياسي يرى أن بريطانيا تسعى إلى تعزيز التواصل مع حفتر وحكومته في شرق البلاد لمواجهة العلاقات الروسية المتزايدة في ليبيا، في ظل الأوضاع المتأزمة في غرب ليبيا والتي تشمل تفشي السلاح خارج إطار مؤسسات الدولة وغياب مشاريع التنمية الفاعلة.
احميد أوضح أن بريطانيا تدرك تراجع نفوذها الدولي نتيجة أزمتها الاقتصادية، وتسعى لتعزيز علاقاتها الإقليمية، لكنها ستراقب تطورات العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة في المنطقة، فالسياسات البريطانية والأمريكية غالبًا ما تسير في اتجاه واحد باعتبارهما وجهين لعملة واحدة.
واستقبل حفتر قبل يومين، وفدًا رفيع المستوى من المملكة المتحدة برئاسة الفريق أول هارفي سميث، نائب رئيس الأركان العامة للدفاع البريطانية، وبحضور السفير البريطاني لدى ليبيا، مارتن أندرو.
وتناول اللقاء سبل تعزيز التعاون والتنسيق العسكري بين قوات حفتر ورئاسة الأركان العامة البريطانية، بما يخدم المصالح المشتركة بين البلدين.