أفاد موقع “عربي21″، الممول من قطر، بتعرض رئيسة وزراء إيطاليا، جورجا ميلوني، لهجوم حاد من قبل نواب إيطاليين، على خلفية ترحيل مسؤول ليبي، مطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
وأثارت هذه القضية جدلًا واسعًا داخل الأوساط السياسية والإعلامية في إيطاليا، خاصة بعد أن أفرجت السلطات الإيطالية عن المسؤول الليبي، أسامة نجيم وأعادته إلى طرابلس عبر طائرة حكومية، رغم مذكرة اعتقال صادرة بحقه.
بدوره، أكد المتحدث الرسمي لحزب “أوروبا الخضراء”، وعضو مجلس النواب عن “تحالف الخضر ـ اليسار”، أنجلو بونيللي: “لقد اتهمت رئيسة الوزراء جورجا ميلوني المعارضة دائمًا بحماية المتاجرين بالبشر، واليوم يعرف الإيطاليون أن حكومة ميلوني هي التي تحميهم”.
وأضاف في تصريحات متلفزة، أنه لقد تمت حماية جلاد، مغتصب ومتهم بالقتل في ليبيا، والذي يعتبر شخصاً مهماً في حكومة طرابلس الغرب، من قبل الحكومة الإيطالية، بحسب وكالة “آكي” الإيطالية للأنباء.
النائب، أشار إلى أن وزير العدل ارتكب إغفالاً خطيراً، حتى من وجهة نظر قانون العقوبات في بلادنا، لأنه في 19 يناير، أرسلت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة التوقيف إلى السفارة الإيطالية في لاهاي وفقاً للبروتوكول الذي وقعته إيطاليا لمحاكمة المتهمين.
ولم ينفذ وزير العدل هذه الأوامر، بل احتفظ بهذه الوثيقة على مكتبه لمدة 48 ساعة، واختار عدم الرد على المحكمة الجنائية الدولية أو جهاز الأمن الداخلي الذي نفذ الاعتقال.
وأشار إلى أن صمت وزير العدل خطير، وعلاوة على ذلك، فإن الأمر الخطير حقا هو أن هذا الرجل عاد إلى بلاده على متن رحلة جوية تابعة للدولة الإيطالية”، مبيناً أنه “للتمكن من جعل هذه الطائرة الخدمية السرية تقلع، فإن هناك حاجة إلى توقيع من قصر (كيجي)، مقر الحكومة الإيطالية.
ميلوني دافعت عن ترحيل نجيم آمر الشرطة القضائية في ليبيا والمطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، وأكدت أنها ستطلب توضيحات من المحكمة.
وقالت ميلوني لوسائل إعلام إيطالية: “يتعين على المحكمة أن توضح لماذا استغرقت شهورا لإصدار مذكرة الاعتقال هذه في وقت عبر فيه نجيم ثلاث دول أوروبية، مضيفة “سأطلب من المحكمة الدولية توضيحا”.
ولفتت رئيسة الحكومة الإيطالية الى أن نجيم أُطلق سراحه بناء على قرار من محكمة الاستئناف في روما، وليس من الحكوم”، لافتة إلى أن استخدام طائرة حكومية لإعادة المسؤول الليبي إلى طرابلس يعود إلى كونه يُعتبر خطيرا، ما أدى إلى استبعاد إعادته بطائرة ركاب.
المحكمة الجنائية الدولية قالت إنها أصدرت مذكرة اعتقال بحق أسامة نجيم، وهو مسؤول كبير بالشرطة الليبية، بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب.
وزير الداخلية الإيطالي ماتيو بيانتيدوسي أمام مجلس الشيوخ الخميس، قال إن الإجراء المعتاد لاعتقال شخص مطلوب بموجب مذكرة من المحكمة الجنائية الدولية لم يتم اتباعه، ما دفع محكمة الاستئناف في روما، المتخصصة في مثل هذه الحالات، إلى الأمر بالإفراج عنه.
بيانتيدوسي أوضح أن نجيم تم ترحيله إلى طرابلس لأسباب أمنية عاجلة بعدما أصدرتُ قرار الترحيل بسبب خطورة” الشخص.
نجيم مطلوب بتهم قتل واغتصاب وتعذيب مرتكبة منذ فبراير 2015، وفقا لمذكرة التوقيف الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية.
وأوقف نجيم الأحد في فندق في تورينو بموجب مذكرة من المحكمة الجنائية الدولية، ولكن أُفرج عنه الثلاثاء وتم ترحيله إلى طرابلس. ولذلك دعت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا السبت إلى اعتقاله.
الحكومة الإيطالية، أعلنت أنها ستعقد عصر الأربعاء القادم، جلسة إحاطة عاجلة أمام مجلس النواب، بمشاركة وزير الداخلية ماتيو بيانتيدوسي، بشأن طلب اعتقال المحكمة الجنائية الدولية والطرد اللاحق، للمواطن الليبي نجيم أسامة المصري.