كشف تحقيق أجرته قناة “Global News” الكندية عن تفاصيل مثيرة حول اعتقال مسؤول سابق في الأمم المتحدة متهم بالتورط في صفقات أسلحة غير قانونية بين الصين وليبيا.
وألقى مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي (FBI) القبض على “جيمس” كوانغ تشي وان (62 عاماً) في 21 يناير 2023 في مطار سياتل – تاكوما الدولي، بتهمة قيادة مخطط لبيع أسلحة صينية بقيمة 1.54 مليار دولار إلى مسلحين في ليبيا.
وتكشف وثائق التحقيق أن وان، الذي عمل في منظمة الطيران المدني الدولي (ICAO) في مونتريال، استغل منصبه وعلاقاته مع الحكومة الصينية لترتيب صفقات أسلحة معقدة شملت طائرات بدون طيار وصواريخ.
وبدأت القصة في ديسمبر 2018، عندما اقترب زميله في المنظمة، محمود محمد سيّاح، منه للعمل كوسيط بين الصين والجماعة المسلحة الليبية بقيادة خليفة حفتر.
وتشير الوثائق إلى أن المخطط تضمن محاولة تزويد المسلحين الليبيين بـ 12 طائرة صينية كبيرة بدون طيار من طراز “Wing Loong II” و30 طائرة متوسطة الحجم، بعضها مجهز بما يصل إلى 12 صاروخاً جو-أرض.
وكان من المفترض أن يحصل وان وشركاؤه على عمولة قدرها 190 مليون دولار أمريكي مقابل دورهم في الصفقة.
ولتنفيذ المخطط، استخدم المتهمون شركات واجهة خارج ليبيا، من بينها شركة “Shanghai Gold-Wing Aviation Technology Co. Ltd” المسجلة في المملكة المتحدة.
وأظهرت التحقيقات أن وان كان على اتصال مباشر مع دبلوماسيين صينيين كبار ومديرين تنفيذيين في مجال الطيران المملوك للدولة.
وبدأت الأمور تتكشف في ديسمبر 2021، عندما طردت ICAO وان بسبب تضارب المصالح في قضايا غير مرتبطة بصفقات الأسلحة.
وبعد ذلك بوقت قصير، بدأ FBI وشرطة الخيالة الملكية الكندية (RCMP) في مراقبته. وخلال التحقيقات، صادر المحققون أجهزته الإلكترونية ومحركات USB تحمل شعارات ICAO، كما اكتشفوا تحويلات مالية مشبوهة دفعت أحد البنوك الكندية للاستفسار عن مصدرها.
وفي تطور لاحق، وجهت RCMP في أبريل 2024 تهماً لمحمود سيّاح (37 عاماً) بالمشاركة في صفقات أسلحة ونفط غير قانونية مع دول خاضعة للعقوبات.
ويعتقد أن سيّاح قد فر من مونتريال، مما دفع السلطات لإصدار إشعار أحمر من الإنتربول للقبض عليه.
وفي يوليو 2024، صادرت السلطات الإيطالية أجزاء لطائرتين عسكريتين صينيتين كانت مخبأة داخل حاويات شحن ومتنكرة على أنها توربينات رياح في طريقها إلى ليبيا، وكانت الطائرات المصادرة من نفس النوع الذي ناقشه وان وسيّاح مع الصين.
ويواجه المتهمون في هذه القضية عقوبات قد تصل إلى 20 عاماً في السجن وغرامة مليون دولار في الولايات المتحدة، و10 سنوات سجن وغرامة 100,000 دولار في كندا.
وحتى الآن، ترفض السلطات الأمريكية والكندية التعليق على القضية المستمرة، كما لم يتسن الوصول إلى وان للتعليق على الاتهامات الموجهة إليه.
ومع ذلك، أشار مصادر الشرطة إلى اعتراض ومصادرة جمارك إيطاليا في يوليو من هذا العام لطائرات عسكرية صينية من طراز “وينغ لونغ”، قائلين إن هذا يثبت أن المخطط المزعوم للصين كان حقيقيًا، وأن التستر كان يُستخدم لشحن الطائرات العسكرية إلى ليبيا.