قال المحلل السياسي حسام الدين العبدلي، إن تعيين مبعوثة جديدة للأمم المتحدة إلى ليبيا خطوة إيجابية، وذلك تعليقا على تعيين هانا تيتيه، مبعوثة رسمية للأمم المتحدة إلى ليبيا.
وأضاف العبدلي، في تصريحات نقلتها “سبوتنيك” أن عملية تعيين تيتيه واجهت صعوبة في البداية بسبب عدم اتفاق الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن، بما في ذلك روسيا، ومع ذلك، سحبت روسيا اعتراضها على التعيين قبل يومين، وهو ما أسهم في تسهيله.
وأشار إلى أن سحب روسيا لرفضها يعد خطوة مهمة تصب في صالح تيتيه، وتعني أن الأمم المتحدة خرجت من أزمة عدم التوافق بين الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن بشأن تعيين مبعوث أممي إلى ليبيا وبذلك، يمكن للأمين العام للأمم المتحدة تحريك المياه الراكدة وإحداث تغييرات في الوضع السياسي الراهن الذي يعاني من الجمود.
وتوقع أن تبدأ تيتيه من حيث توقفت ستيفاني خوري، لا سيما فيما يتعلق بالمبادرة التي كانت قد أطلقتها واللجنة الفنية التي كان من المفترض أن تضع القوانين، بالإضافة إلى اللجنة الاستشارية المكلفة بتشكيل الحكومة المقبلة.
وأوضح العبدلي أن ملامح هذه المبادرة لا تزال غير واضحة، لكن من المتوقع أن تتضح مع تعيين مبعوثة رسمية جديدة لليبيا، مضيفا أن توافر توافق بين دول الأعضاء في مجلس الأمن من شأنه أن يساعد في تشكيل حكومة جديدة وتغيير الواقع السياسي في ليبيا، مما يسهم في خلق أجسام سياسية جديدة تتناسب مع متطلبات المرحلة.
وفي سياق الحديث عن التكليفات المتعددة للمبعوثين الأمميين إلى ليبيا على مر السنين، أكد العبدلي أن هذا الأمر أصبح طبيعيًا، مشيرًا إلى أن الوضع ذاته يحدث في دول أخرى.
وأشار المحلل السياسي إلى أن تعيين عدد من المبعوثين لا يعني بالضرورة فشلهم، حيث إن نجاح أو فشل أي مبعوث أممي يعتمد بشكل أساسي على المجتمع الدولي والدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن واتفاقاتها، فالقرار النهائي بيد الدول الكبرى في مجلس الأمن، حيث لا يستطيع المبعوث الأممي اتخاذ قرارات حاسمة دون دعم من المجتمع الدولي.
وقال إن الأزمة الليبية ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالتدخلات الخارجية، ولا علاقة لها بتغيير المبعوثين، لافتا إلى أن تغيير المبعوثين يرتبط في الأساس برفض بعض الدول لأفكار معينة قدمها هؤلاء المبعوثون.
وأضاف أن الليبيين ليس أمامهم خيار سوى قبول المبادرات التي تطرحها الأمم المتحدة، وذلك بسبب تعثر التوافق بين الأطراف السياسية داخل ليبيا ورضاهم عن الوضع القائم.
وأعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أمس الجمعة، تعيين الغانية هانا سيروا تيتيه، ممثلة خاصة له في ليبيا، ورئيسة لبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا.
وتخلف تيتيه في المنصب، السنغالي عبد الله باتيلي، الذي شغل منصب المبعوث الخاص ورئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، حتى منتصف شهر مايو 2024.
وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة عن امتنانه لقيادة باتيلي ولنائبة الممثل الخاص ستيفاني خوري، التي قادت البعثة في الفترة المؤقتة بصفتها قائمة بالأعمال.