يشهد المثلث الحدودي بين ليبيا والسودان وتشاد تحولات جيوسياسية معقدة، حيث تسعى روسيا لتوسيع نفوذها بعد خسارتها في سوريا.
وتكشف التطورات الأخيرة محاولات موسكو الدقيقة لإعادة تموضعها في المنطقة.
أكد مساعد قائد الجيش السوداني ياسر العطا أن 25% من قوات الدعم السريع قادمون من ليبيا، مشيراً إلى تورط أطراف متعددة في الصراع.
وأعلن الجيش السوداني سيطرته الكاملة على مثلث الحدود الدولية مع ليبيا وتشاد، مما قطع خطوط الإمداد عن قوات الدعم السريع.
الباحث محمد تورشين أوضح التحول الروسي، مؤكداً أن موسكو انتقلت من دعم قوات الدعم السريع إلى الوقوف مع الجيش السوداني بعد تصفية ميليشيات فاغنر.
يرى تورشين أن روسيا تسعى للتواجد في البحر الأحمر عبر الخرطوم وتعزيز نفوذها في أفريقيا.
تشير المعلومات إلى محاولات روسية لإعادة تأهيل مطار معطن السارة في جنوب شرق ليبيا، والذي يتسع لأكثر من 100 طائرة مقاتلة.
و رصدت منصة “إيكاد” عمليات سفلتة وتشييد منشآت جديدة في المطار المهجور منذ 2011.
رئيسة الحكومة الإيطالية جورجيا ميلوني حذرت من التوسع الروسي، مشيرة إلى احتمال بحث موسكو عن منافذ بحرية بديلة في شرق ليبيا بعد فقدان نفوذها في سوريا. دعت ميلوني حلف الناتو لتعزيز وجوده في المنطقة.
روسيا عززت وجودها في أربع قواعد جوية رئيسية بليبيا، تشمل قاعدة الخادم وقاعدة الجفرة وبراك الشاطئ والقرضابية.
في غضون ذلك، قام الفريق عبدالفتاح البرهان بجولة دبلوماسية في غرب أفريقيا تهدف لتجفيف منابع المقاتلين الأفارقة المشاركين في الصراع السوداني.
أعلن الجيش السوداني القضاء على أكثر من 680 عنصراً من مليشيا الجنجويد، وتدمير 37 آلية عسكرية، والسيطرة على 65 آلية أخرى، فيما تشتت المرتزقة بين الأراضي الليبية والتشادية.
تعكس هذه التطورات صراعاً معقداً على النفوذ في منطقة استراتيجية، حيث تسعى روسيا لتعويض خسائرها الجيوسياسية وتأمين مواقع جديدة في القارة الأفريقية.