أكد أحمد العبود، الأكاديمي والباحث السياسي، أن روسيا لم تجر مفاوضات مع الإدارة الجديدة في سوريا بشأن استمرار وجودها العسكري هناك، وذلك بسبب انشغالها بالحرب في أوكرانيا.
وفي تصريحات تلفزيونية لفضائية “سكاي نيوز”، أشار العبود إلى أن أي وجود روسي دائم في ليبيا يتطلب إبرام اتفاقية رسمية.
إلا أن الانقسام السياسي الحاد في البلاد يعوق إمكانية التوصل إلى مثل هذه الاتفاقية، حيث يتعذر تحديد الجهة المخولة بالتوقيع عليها، سواء كانت حكومة البرلمان أم حكومة الدبيبة.
دافع العبود عن الوجود الروسي في ليبيا، مشيراً إلى أنه يقتصر على التدريب العسكري وصيانة الأسلحة.
وأوضح أن إنشاء قاعدة عسكرية روسية في ميناء طبرق يأتي في إطار مساعدة ليبيا على إعادة بناء أسطولها البحري الذي دمرته ضربات حلف الناتو عام 2011.
وانتقد العبود تصريحات عبد الحميد الدبيبة حول نقل روسيا معدات عسكرية من سوريا إلى ليبيا، متسائلاً عن سبب عدم نقل هذه المعدات إلى دول أفريقية أخرى، مثل النيجر وأفريقيا الوسطى، حيث لدى روسيا قواعد عسكرية بموجب اتفاقيات رسمية.
ويرى العبود أن روسيا تشعر بالقلق إزاء الوضع السياسي غير المستقر في ليبيا، خاصة مع احتمال تشكيل حكومة جديدة.
ويرجع ذلك إلى سعي روسيا للحفاظ على نفوذها في المنطقة، وتجنب أي تطورات قد تهدد مصالحها.
أفادت وكالة نوفا الإيطالية بأن روسيا تعمل على توسيع وجودها العسكري في ليبيا من خلال نقل الرجال والمعدات إلى قاعدة معطن السارة، على الحدود مع تشاد والسودان.
ونقلت الوكالة في تقرير لها، عن مصادر ليبية وصفتها بالمطلعة، أن موقع قاعدة معطن السارة استراتيجي، وقد استُخدمت خلال الحرب الليبية التشادية في الثمانينيات، وتقع الآن في قلب عملية روسية كبرى لتعزيز السيطرة على منطقة الساحل، التي أصبحت بشكل متزايد في مركز المصالح الجيوسياسية لموسكو.
وأوضح التقرير أنه في ديسمبر 2024، أرسلت روسيا مجموعة من الجنود السوريين الفارين من هيئة تحرير الشام لإعادة القاعدة إلى العمل، بهدف تحويلها إلى نقطة استراتيجية للعمليات العسكرية في أفريقيا، يمكن الإمداد منها مباشرة إلى مالي وبوركينا فاسو وربما السودان.
ويمثل ذلك مرحلة جديدة في التوسع الروسي في القارة الأفريقية، بعد خسارتها مواقعها في سوريا عقب سقوط نظام بشار الأسد، وتكثف روسيا تدخلها في ليبيا، حيث تنقل معدات عسكرية عبر عشرات الرحلات الجوية بين بنغازي وقاعدة اللاذقية في سوريا.