محمد المبشر، رئيس مجلس حكماء ليبيا، حذر من مخاطر انزلاق البلاد نحو مواجهات مسلحة جديدة قد تعصف بالسلام الهش الذي تحقق بصعوبة بالغة.

وأكد المبشر في تحليله للمشهد الليبي الراهن عبر صفحته على “فيسبوك” أن البلاد تقف على مفترق طرق خطير، مشيراً إلى تزايد المؤشرات المقلقة التي تنذر باحتمال اندلاع نزاع جديد، خاصة مع تصاعد الخطاب العدائي وتحركات القوات العسكرية نحو خطوط التماس.

وشدد رئيس مجلس الحكماء على أن المشهد الليبي يعاني من انقسامات عميقة بين قوى الشرق والغرب، فضلاً عن الخلافات داخل المؤسسات الوطنية التي من المفترض أن تكون رمزاً لوحدة البلاد.

وأضاف أن التدخلات الخارجية تزيد من تعقيد المشهد، حيث يسعى كل طرف للحصول على دعم خارجي.

ونبه المبشر إلى أن فشل الجهود الدبلوماسية للبعثة الأممية وغيرها في تقريب وجهات النظر يجعل الأرض خصبة لانفجار محتمل سيدفع ثمنه المواطنون البسطاء، مستشهداً بالمقولة الشعبية “النار تأكل الحطب الضعيف أولاً”.

وفي رسالة إلى الأطراف المتصارعة، أكد رئيس مجلس الحكماء أن السلام يتجاوز مجرد غياب الحرب إلى ضرورة تحقيق العدالة والتسامح والمصالحة الحقيقية. وشدد على أن بناء وطن آمن ومستقر يتطلب الاستفادة من دروس الماضي والاستثمار في المستقبل.

واختتم المبشر تصريحاته بالتأكيد على أن الأوطان تُبنى بالعقول لا بالسلاح، وتُحفظ بالتسامح لا بالكراهية، داعياً جميع الأطراف إلى العمل على جعل ليبيا منارة للسلام والاستقرار بدلاً من ساحة للصراع والاقتتال.

وتشهد ليبيا منذ أحداث 17 فبراير عام 2011 حالة من التناحر السياسي والتكالب على ثروات البلاد دون النظر إلى أحوال الليبيين الذين يعانون الويلات، حتى أصبحت البلاد مطمعا لكل الدول المجاورة.

Shares: