ذكرت وكالة “فرانس برس” أن محكمة باريسية شهدت جلسة استماع مثيرة يوم الأربعاء، حيث أدلى السفير الفرنسي السابق لدى ليبيا، جان-لوك سيبيود، بشهادته في قضية التمويل غير المشروع المزعوم لحملة نيكولا ساركوزي الانتخابية عام 2007.

الوكالة أكدت في تقرير لها، أنه في مشهد درامي، جلس ساركوزي على بعد متر واحد من السفير، مكتف اليدين، يراقب الشاهد بتركيز شديد طوال جلسة الاستماع.

وركزت المحكمة على تفاصيل اللقاء التاريخي الذي جمع ساركوزي، حينما كان وزيراً للداخلية، مع القائد الشهيد معمر القذافي في خيمة بالعاصمة الليبية طرابلس عام 2005.

وأكد سيبيود، الذي شغل منصب السفير بين عامي 2004 و2007، أن السلطات الليبية كانت تتطلع بشغف لزيارة ساركوزي، معتبرة إياه رئيساً محتملاً لفرنسا.

وأوضح أن الزيارة تم الإعداد لها بعناية، متضمنة عناصر فولكلورية مثل نزهة في الحدائق مع الإبل.

وأثار اهتمام المحكمة بشكل خاص لقاء منفرد بين ساركوزي والقذافي استمر حوالي نصف ساعة بعد الاجتماع الرسمي.

وعندما سُئل السفير عن إمكانية إجراء محادثة سرية بينهما، أشار إلى استبعاد ذلك بسبب حاجز اللغة، رغم وجود معلومات تفيد بأن القذافي كان يتحدث الإنجليزية.

كما استمعت المحكمة لشهادة الملحق الأمني السابق في السفارة الفرنسية، جان-غي بيريه، الذي بدا متردداً في الإدلاء بتفاصيل محددة، مشيراً إلى أنه كان حديث العهد في منصبه وقت الزيارة.

ومن المقرر أن تختتم المحاكمة، التي تضم 12 متهماً من بينهم ساركوزي، في العاشر من أبريل.

وتتركز التهم حول شبهات بعقد اتفاقيات فاسدة لتمويل حملة ساركوزي الانتخابية عام 2007، بمساعدة مقربين منه، بينهم مدير مكتبه السابق كلود غايان والوزير السابق بريس أورتوفو.

وفي سياق متصل، وصفت الصحفية رامتان عوايطية، محاكمة الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي بـ”التاريخية”، لكونها من أكبر قضايا الفساد على مستوى الدولة الفرنسية.

وأضافت عوايطية، في تصريحات تلفزيونية لفضائية “فرانس 24″، أن الصحف الفرنسية وصفوها بأنها أكبر قضايا الفساد في تاريخ فرنسا، مشيرة إلى موقع ميديا بارت الرقمي الذي كشف تفاصيل الواقعة عام 2012.

وأوضحت أن العلاقات الليبية-الفرنسية عادت إلى الحسبان عام 2004، عندما زار الرئيس الفرنسي الأسبق جاك شيراك ليبيا، في ظل سعي البلدين للخروج من العزلة والعودة إلى المجتمع الدولي.

ثم زار ساركوزي ليبيا عام 2005، عندما كان وزيراً للداخلية، طلب حينها تمويلاً لحملته الانتخابية عام 2007.

وأشارت إلى لقاءات تمت بين مقربين من ساركوزي ومسؤولين ليبيين، بقيادة رئيس المخابرات وقتها عبد الله السنوسي.

ويقول المحققون الفرنسيون إن العقيد الراحل معمر القذافي موّل ساركوزي بنحو 50 مليون يورو، تم تحويلها بطريقة غير مباشرة على مدار عامي 2006 و2007، أي قبل الانتخابات الرئاسية.

وأشارت عوايطية إلى زيارة القذافي لفرنسا عام 2007، والتي نصب خلالها خيمته في حديقة قصر الإليزيه، ما أثار تساؤلات كثيرة داخل المجتمع الفرنسي حول طبيعة العلاقة التي تربط الرئيسين.

وأردفت أن ساركوزي كان أول من اعترف بالمجلس الانتقالي السابق واستصدر قراراً في مجلس الأمن بشن هجمات على الدولة الليبية عن طريق حلف الناتو، بمساعدة بريطانيا، الأمر الذي دفع الدكتور سيف الإسلام القذافي للكشف عن تمويل ليبيا لحملة ساركوزي الانتخابية.

وأوضحت أن القضية التي يحاكم فيها ساركوزي ستنتهي في أبريل المقبل، ويمكن أن تنتهي بحبسه لمدة 10 سنوات وغرامة 375 ألف يورو، واحتمال عدم شغل مناصب رسمية وانتخابية لمدة أقصاها 5 سنوات.

Shares: