ذكرت وكالة نوفا الإيطالية إن صور ومقاطع فيديو صادمة نُشرت على منصات التواصل الاجتماعي الليبية كشفت عن انتهاكات وحشية يتعرض لها المعتقلون في سجن قرنادة، الواقع على بعد 200 كيلومتر شمال شرق بنغازي، والذي تديره مليشيات حفتر منذ عام 2015.
المقاطع المسربة أظهرت مشاهد مروعة لمعتقلين يتعرضون للضرب المبرح بالعصي والسياط على أيدي رجال بالزي العسكري.
وفي أحد المشاهد الصادمة، يظهر رجل مسن في الستينات من عمره يتعرض للضرب المتكرر حتى سقوطه أرضاً، بينما يُظهر مقطع آخر مجموعة من السجناء داخل زنازينهم وهم يتعرضون للتهديد بمزيد من التعذيب.
السجن المعروف بإجراءاته الأمنية المشددة، يحتجز مئات المعتقلين، تم اعتقالهم خلال الفترة بين 2014 و2019 خلال عمليات واسعة النطاق نفذتها ملشيات حفتر في شرق البلاد.
الوكالة في تقريرها أكدت أن السجن نفسه كان مقراً لاحتجاز محمود الورفلي، الضابط السابق في قوات حفتر والمطلوب من المحكمة الجنائية الدولية، الذي اشتهر بتنفيذ عمليات إعدام ميدانية وتوثيقها بالفيديو قبل مقتله في ظروف غامضة عام 2021.
منظمة هيومن رايتس ووتش وثقت تعرض المعتقلين لأساليب تعذيب ممنهجة تشمل الضرب والصدمات الكهربائية والحرمان من النوم والطعام والماء.
كما نددت منظمة العفو الدولية بظاهرة الإفلات من العقاب في شرق ليبيا، مشيرة إلى اعتقال عشرات الأشخاص تعسفياً منذ بداية 2024.
وأشارت منظمة الصحة العالمية إلى تدهور الأوضاع الصحية في السجن، مع رصد زيادة في فيضانات الصرف الصحي بين عامي 2018 و2022، مما يشير إلى اكتظاظ متزايد في عدد النزلاء.
ووفقاً لمنظمة العفو الدولية، تتفاقم ثقافة الإفلات من العقاب مع استمرار المتهمين بارتكاب جرائم دولية في مناصب السلطة، في حين تتعرض عائلات السجناء للتهديد والضغوط لمنعهم من الإدلاء بشهاداتهم حول الانتهاكات.