كشف الباحث السياسي حافظ الغويل في مقال له نشرته صحيفة “عرب نيوز” السعودية عن تحول استراتيجي في السياسة الروسية تجاه ليبيا، حيث أصبحت الأخيرة منصة رئيسية لتحقيق طموحات موسكو المتجددة في المنطقة.
الغويل أوضح أن حفتر منح روسيا نفوذاً متزايداً على الموارد الليبية من خلال السماح لها بالوصول إلى حقول النفط الرئيسية والقواعد الجوية وشبكات التهريب الكبيرة.
هذا التورط المتعدد الأوجه ضمن لموسكو تدفقاً مستمراً للنفوذ والمكاسب الاقتصادية على حساب المصالح الليبية.
وأشار المقال إلى أن البيئة السياسية المتصدعة في ليبيا، مع انقسام السلطة بين حكومة طرابلس المعترف بها دولياً وقوات حفتر في الشرق، قد وفرت أرضاً خصبة للاستغلال الروسي.
وقد استفاد حفتر من دعم عسكري روسي كبير، بما في ذلك نشر المرتزقة والمشاركة المباشرة للقوات المسلحة الروسية تحت لواء فيلق أفريقيا.
ويكشف التقرير عن حجم التدخل العسكري الروسي في ليبيا، حيث يصل عدد الأفراد العسكريين إلى نحو 1800 فرد، مع تسليم حوالي 6000 طن من الأسلحة.
وقد مكّن هذا الوجود روسيا من تعزيز نفوذها في دول أفريقية أخرى مثل مالي وبوركينا فاسو وجمهورية إفريقيا الوسطى.
ومن الناحية الاستراتيجية، يؤكد المقال أن سيطرة روسيا على منشآت رئيسية مثل قاعدة الجفرة الجوية وميناء سرت قد منحها قدرة كبيرة على مراقبة وعرقلة حركة الملاحة البحرية في وسط البحر المتوسط، مما يشكل تحدياً مباشراً لأمن حلف شمال الأطلسي وطرق إمدادات الطاقة الأوروبية.
وخلص المقال إلى أن وجود روسيا في ليبيا يتجاوز مجرد دعم حكومة صديقة، بل يهدف إلى إنشاء حضور استراتيجي واسع النطاق يجمع بين الدبلوماسية العسكرية والمبادرات الاقتصادية، مما يجعل ليبيا محوراً رئيسياً لنهج روسيا المتجدد في المنطقة المضطربة.


