قالت فضائية دويتشه فيله الألمانية، إن روسيا بدأت في تنفيذ خطتها لإعادة التموضع والانتشار في أفريقيا بعد سقوط نظام بشار الأسد في سوريا.
وأضافت القناة في تقريرها، أن هذه المساعي الروسية تهدف إلى تعزيز نفوذها العسكري والإقليمي، كما أظهرت ذلك من خلال وجودها في ليبيا لتأمين مصالحها الاستراتيجية في البحر المتوسط وأفريقيا.
ووفقاً لتحليل شبكة سي إن إن الأمريكية، سيرت روسيا رحلات يومية متعددة عبر طائرات النقل العملاقة من قاعدة حميميم الجوية في سوريا إلى قاعدة الخادم العسكرية لنقل قوات ومعدات عسكرية، بما في ذلك أنظمة دفاع جوية متطورة.
يبدو أن موسكو تسعى إلى إيجاد بديل استراتيجي لخطوط إمدادها العسكري في أفريقيا بهدف تقليص وجودها في سوريا، حيث كانت قاعدة حميميم مركزاً لدعم عمليات المرتزقة الروس في أفريقيا، خاصة في دول مثل جمهورية أفريقيا الوسطى والسودان ومالي.
أما الآن فتعتمد موسكو على قاعدة الخادم لتوسيع نفوذها ودعم قوات خليفة حفتر الذي يسيطر على معظم شرق ليبيا، وذلك لتعزيز نفوذها في المنطقة وتحقيق أهداف جيوسياسية أوسع.
هذا التحرك الروسي أثار قلقاً كبيراً لدى حلف الناتو، خاصة في ظل التوترات المستمرة بين الغرب وروسيا.
ووصف وزير الدفاع الإيطالي غويدو كروسيتو السفن والغواصات الروسية في البحرت المتوسط بأنها مصدر قلق دائم، مشيراً إلى أنها أصبحت أقرب إلى أوروبا بشكل مقلق.
وبدوره يرى أحمد المهدوي المحلل السياسي، أن روسيا نجحت في بسط نفوذها أو الحصول على موضع قدم قوي في العديد من الدول الأفريقية.
ومع ذلك، فإنه لا يعتقد أن روسيا ستقبل بوجود قواعد أجنبية داخل الأراضي الليبية، وأن الوجود الروسي الحالي يأتي في إطار الصراع الأمريكي الروسي على قارة أفريقيا.
وأضاف أن ليبيا تعتبر دولة عبور فقط وليست نقطة تمركز.
تتزامن هذه التحركات مع عدم الاستقرار السياسي في ليبيا مما يعمق الانقسامات الداخلية ويزيد من تعقيد الوضع.
فالنفوذ الروسي المتزايد يعزز دعم المجموعات المسلحة ويضعف جهود التسوية السلمية، مما يهدد بزيادة التوترات الإقليمية والدولية حول مستقبل ليبيا.
بالإضافة إلى ذلك، تجعل هذه التحركات من ليبيا محورًا في صراع النفوذ العالمي، وهو ما يؤخر أي مبادرات لإعادة الإعمار وتحقيق الاستقرار المنشود.
ومع احتدام المنافسة بين القوى الكبرى، قد تجد ليبيا نفسها في قلب بؤرة هذا التنافس من جديد، وأمام تحدٍ كبير للحفاظ على سيادتها وتحقيق السلام والتنمية.
مصادر عسكرية، بينها اللواء فوزي المنصوري مدير إدارة الاستخبارات بقوات حفتر، نفت صحة التقارير التي تفيد بهروب 60 ضابطاً سورياً إلى بنغازي، ووصفتها بأنها غير دقيقة وتهدف إلى زعزعة الاستقرار.