سلط موقع بي بي سي البريطاني الضوء على عودة الجدل مجدداً بعد أكثر من عام على إقالة وزيرة الخارجية الليبية السابقة نجلاء المنقوش من منصبها بسبب لقاء مع نظيرها الإسرائيلي عام 2023، إيلي كوهين في روما.
التقرير أكد أن العلاقات الليبية-الإسرائيلية شهدت تحولاً جذرياً منذ عهد ما بعد الرئيس الراحل معمر القذافي وحتى لقاء المنقوش المثير للجدل.
التقرير شدد على أنه خلال حكم القذافي، اتسمت العلاقات بالعداء المطلق، حيث حافظ على قانون 1957 الذي يجرم أي علاقات مع إسرائيل، ومنع الزيارات المتبادلة، كما دعم مصر في حرب 1973.
ووفقا لتقرير بي بي سي شهد الملف بعد 2011، تطورات لافتة، بدأت بزيارة رئيس المنظمة العالمية لليهود الليبيين، ديفيد جربي، وإعادة فتح كنيس “دار البيشي” في طرابلس.
وكشف جربي عن لقاءات مع مسؤولين ليبيين رحبوا بترميم دور العبادة اليهودية والمقابر وزيارة اليهود لليبيا.
وحسب رئيس اتحاد اليهود الليبيين، رافاييل لوزون، جرت العديد من اللقاءات السرية بين مسؤولين ليبيين وإسرائيليين، منها لقاء وزير الإعلام الليبي الأسبق عمر القويري مع قادة في الجيش الإسرائيلي عام 2017 في رودس اليونانية.
وفي أغسطس 2023، أثار لقاء وزيرة الخارجية نجلاء المنقوش مع نظيرها الإسرائيلي إيلي كوهين في روما جدلاً واسعاً أدى لإقالتها.
وكشف جربي أنه كان “عراب” هذا اللقاء الذي جاء استجابة لمطالب اليهود الليبيين، مؤكداً أن كوهين أبدى استعداداً كبيراً للتدخل في هذا الملف.
وبعد عام من إقالتها، أكدت المنقوش أن اللقاء جاء بتكليف من رئيس الحكومة الدبيبة لمناقشة قضايا استراتيجية تتعلق بأمن المتوسط، نافية أن يكون الهدف تطبيع العلاقات. لكن الدبيبة نفى ذلك، مؤكداً رفض حكومته لأي شكل من أشكال التطبيع.
ويرى لوزون أن محاولات التواصل ستتجدد قريباً، في حين يؤكد جربي أن اليهود يريدون زيارة مقابرهم وأماكن عبادتهم بحرية في ليبيا، أسوة بيهود تونس والمغرب. على حد تعبيره.
نجلاء المنقوش، وزيرة الخارجية بحكومة الوحدة الموقوفة، كشفت عن استعدادها للعودة لمنصبها إذا طلب منها الدبيبة ذلك، مشيرة إلى أنها لم تتلق أي اتصال منه حتى الآن.
وكانت نجلاء المنقوش كشفت في بودكاست الجزيرة تفاصيل مغادرتها ليبيا، حيث غادرت طرابلس لاسطنبول على متن طائرة خاصة، منتظرة حل سوء التفاهم، قبل أن تتوجه لبريطانيا حيث تقيم ابنتها.
المنقوش أكدت أنها كانت سترفض اجتماعها مع الوزير الإسرائيلي لو كان بعد أحداث 7 أكتوبر، مشددة على وطنيتها والتزامها بالقضية الفلسطينية كقضية أساسية.
نجلاء المنقوش، وزيرة الخارجية بحكومة الوحدة الموقوفة، أكدت أنها لا تزال تحتفظ بمنصبها التنفيذي رغم تعليق مهامها السياسية.
المنقوش زعمت في بودكاست أثير على قناة الجزيرة القطرية، أن لقاءها مع الوزير الإسرائيلي كان يستهدف حماية المصالح الليبية، خاصة فيما يتعلق بالمياه الإقليمية وموارد الغاز في البحر المتوسط.
المنقوش شددت على أنها لم تناقش قضية التطبيع، مؤكدة موقفها الرافض للسياسات الإسرائيلية في فلسطين.
الوزيرة الموقوفة كشفت أنه رغم قرار إحالتها للتحقيق، لم يتم التواصل معها حتى الآن بهذا الشأن.
المنقوش أشارت إلى استعدادها للمثول أمام لجنة التحقيق في أي وقت، منوهة إلى تدهور الأوضاع السياسية في البلاد خلال فترة غيابها.
المنقوش أشادت بردود الفعل الشعبية، معتبرة أنها نابعة من مخاوف بشأن التطبيع، لكنها أشارت إلى أن المواطنين لم يطلعوا على كامل تفاصيل اللقاء في حينه.