سلطت صحيفة العرب اللندنية الضوء على العملية العسكرية التي أطلقتها حكومة عبد الحميد الدبيبة على مدينة الزاوية ومنطقة الساحل الغربي .
الصحيفة أشارت إلى تأكيد حكومة طرابلس بأن العملية تستهدف الأوكار المشبوهة لفرض الأمن في المنطقة، في الوقت الذي اعتبرت حكومة الشرق التي تتخذ من بنغازي مقرا لها، أن عملية الدبيبة تستهدف قوات الشرق.
وأثار إعلان حكومة الدبيبة عن إطلاق الحملة العسكرية جدلا واسعا في أوساط الليبيين، خاصة في ظل الظروف والمعطيات الميدانية التي بدأت فيها العملية، والأهداف المعلنة من قبل الجهات الرسمية.
ودعت المنطقة العسكرية بالساحل الغربي الليبي السكان المحليين في الزاوية إلى الابتعاد عن الأماكن والأوكار المشبوهة، كونها أهدافا لعملياتها.
وقال الصحيفة إنه تبين خلال الساعات الماضية، حدوث اتفاق بين الحكومة ووجهاء الزاوية لتجنيب المدينة ويلات الحرب واستبعاد خطة استعمال الطيران المسير في ضرب الأهداف داخل المناطق المدنية.
ومن جانبه، وجه وزير الداخلية بحكومة الدبيبة، عماد الطرابلسي، تعليمات إلى الأجهزة والقوى التابعة للوزارة، يدعوها من خلالها، إلى عدم خروج أي آليات مسجلة من ثكناتها أو القيام بأي أعمال تقف أمام تنفيذ العملية العسكرية إلا بعد التنسيق المباشر مع آمر المنطقة شخصيا.
وأصدر آمر المنطقة العسكرية بالساحل الغربي صلاح النمروش، أوامر لمنتسبي المنطقة ببدء العمليات العسكرية في منطقة الساحل، بهدف القضاء على أوكار الإجرام، مبرزا أن المرحلة الأولى من العملية ستنطلق من مدينة الزاوية.
وأكد النمروش أن العملية العسكرية لا تستهدف المجرمين فقط، بل تهدف أيضا للحفاظ على الأمن والنظام في المنطقة، فيما ستشمل أيضا بقية مدن الساحل الغربي، خاصة صرمان وصبراتة وزلطن.
وأوضحت مصادر محلية في مدينة الزاوية أن الميليشيات المتورطة في أحداث الفوضى الأمنية، وفي عمليات تهريب النفط والسلع التموينية والمخدرات والاتجار بالبشر، التحقت بقوات الحكومة وأصبحت جزءا من العملية التي يقودها النمروش، وهو ما أثار الكثير من الانتقادات من قبل الناشطين المحليين.
وأضافت المصادر أن الإعلان المسبق عن العملية دفع بالمتورطين في الاتجار بالمخدرات إلى جمع بضاعتهم وإخلاء محلاتهم وتأمين أنفسهم في مناطق مجاورة وخاصة ورشفانة، بينما شوهدت آليات عسكرية تقوم بهدم بعض المحلات خاصة في ما تسمى بأسواق الخرطوم.
وتشير نفس المصادر إلى أن الميليشيات الموالية لقوات حفتر، خاصة في منطقة أبوصرة، نجحت في تأمين نفسها بعد إدراكها أنها مستهدفة من قبل حكومة الدبيبة، وذلك عبر التحاقها بقوات النمروش والانضمام رسميا إلى الكتيبة 135.
وتشهد مدينة الزاوية انفلاتا أمنيا واشتباكات مسلحة بين الفينة والأخرى، آخرها اشتباكات عنيفة أدت لنشوب حرائق في خزانات مصفاة الزاوية منتصف ديسمبر الماضي، وهو ما دفع مؤسسة النفط لإعلان القوة القاهرة، إضافة لتقارير تشير إلى نشاط المنطقة في عمليات تهريب البشر والوقود وتجارة المخدرات.
وتعتقد أوساط مطلعة من داخل الزاوية أن الهدف الحقيقي من العملية هو توجيه رسالة إلى أبرز الزعماء السياسيين المنحدرين من الزاوية وهو خالد المشري الذي لا يزال في نزاع مفتوح على رئاسة مجلس الدولة مع منافسه محمد تكالة الحليف المعلن للدبيبة، لاسيما أن المشري يعمل حاليا مع رئيس مجلس النواب عقيلة صالح على تكريس مبدأ تشكيل حكومة جديدة تبسط نفوذها عل كافة مناطق ليبيا .
وتشير الأوساط ذاتها إلى أن العملية لا تعدو أن تكون استعراضا للقوة من قبل قوات الدبيبة، وهي رسالة موجهة للأطراف الموالية لحكومة شرق البلاد والمحسوبة على حفتر والقريبة من المشري، وكذلك لطمأنه الجانب الأوروبي وخاصة الإيطالي بأن سلطات طرابلس قادرة على ضبط الأمن بالساحل الغربي الذي عادة ما يستعملها تجار البشر في تهريب المهاجرين غير الشرعيين نحو الضفة الشمالية للمتوسط.