أكد الناشط السياسي من مصراتة، عمر السويحلي، استحالة قيام دولة ناجحة في ليبيا في ظل سيطرة حفتر ومليشياته.

السويحلي في مقال نشره موقع “ليبيا أوبزرفر”، أوضح أن ليبيا تصنف الآن على أنها دولة فاشلة وتصنفها أمريكا على أنها خطيرة على أمنها وكذلك تفعل الدول الأوروبية وتضع ليبيا في المرتبة الرابعة من حيث تحذير السفر إليها.

وشدد على أن ليبيا تواجه حالة من الانقسام والجمود السياسي، حيث يمثل خليفة حفتر العقبة الكبرى أمام بناء دولة مستقرة. بسيطرته العسكرية والاستخباراتية على المنطقة الشرقية والجنوبية، وحكمه القمعي، ولفت إلى أن حفتر يرفض الديمقراطية ويعرقل أي جهود لإقامة دولة مدنية.

المقال أوضح أن حفتر يستخدم مجلس النواب لتنفيذ أجندته، مستعينًا برئيسه عقيلة صالح، الذي يخضع لنفوذه.

وشدد على أن عمليات القمع والاغتيالات، مثل اغتيال النائبين سهام سرقيوة وإبراهيم الدريسي، بثت الرعب في نفوس الأعضاء، مما أفشل أي محاولات للتغيير داخل المجلس.

المقال لفت لرفض حفتر الصريح للديمقراطية ويسخر منها علنًا، ورفضه لأي قوانين تنظم الانتخابات أو الاستفتاءات على الدستور.

المقال أكد أن حفتر يسعى لترسيخ حكم عسكري عائلي يبقيه وأبناءه في السلطة بل إنه تجاوز رفض الديمقراطية إلي منعها.

وأضاف أنه في المناطق التي يسيطر عليها حفتر عمل على إلغاء المجالس البلدية المنتخبة، مستبدلاً إياها بأشخاص موالين له.

كما أمر أجهزته الأمنية وميليشياته لتدمير مراكز الانتخابات في المناطق الخاضعة لنفوذه، بهدف منع إجراء أي انتخابات بلدية.

الناشط السياسي ضرب مثال آخر على ذلك، حيث شهدت مدينة درنة تدخلات أمنية مباشرة، حيث تم تهديد المرشحين المستقلين وإجبارهم على الانسحاب، ما يؤكد نهجه القمعي في منع أي مظاهر للديمقراطية أو الحكم المحلي الحر.

ولفت إلى أن حفتر يحكم المناطق الخاضعة له بالقوة، مع انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان وامتلاء سجونه بمعارضي الرأي.

المقال أكد أن حفتر يستعين بدعم استخباراتي خارجي، ينفذ قمعًا منهجيًا ضد أي معارضة، مع سجل دموي يمتد من حرب تشاد إلى الصراعات الداخلية.

السويحلي أكد أن في هجومه على طرابلس تسبب في قتل عشرة ألاف من جنوده ومن المدافعين على طرابلس والمدنيين الأبرياء وترك بعد رحيله ألغام التي تزهق الأرواح ولا تميز بين الأطفال والنساء والأبرياء.

وأضاف السويحلي قائلًا: “رغم تجاوزه 85 سنة فإن حفتر له ماضي وحاضر دموي بامتياز ولا يمكن بعد هذا العمر أن يتوقع منه أي تغيير في سلوكه الدموي الاجرامي” .

المال شدد على أن حفتر يسعى لفرض سيطرته على ليبيا بأكملها، رغم سيطرته على المنطقة الشرقية وجزء من الجنوب، بينما تظل المنطقة الغربية، التي تضم غالبية السكان 60 %خارجة عن سيطرته.

وأكد أن وجود حفتر يشكل عقبة رئيسية أمام استقرار ليبيا وتوحيد مؤسساتها، حيث تعكس ممارساته نزعة استبدادية ورفضًا صريحًا للمبادئ الديمقراطية.

كما أن سيطرته العسكرية والسياسية تعرقل جهود تشكيل حكومة موحدة معترف بها دوليًا، وتمنعها من بسط سيادتها على كامل البلاد.

وأوضح أن حفتر أنشأ حكومة موازية وكاد يضع مصرفًا مركزيًا خارج سيطرة الدولة، كما ضغط على مجلس النواب لسن قانون بإنشاء محكمة دستورية مقرها بنغازي، بهدف الالتفاف على أحكام المحكمة العليا في طرابلس، إضافة إلى طباعة عملة ليبية دون موافقة المركزي الشرعي في طرابلس، مما زاد من تعقيد الأزمة الاقتصادية والمؤسسية.

كما يقوم الآن بسرقة النفط وتصديره عبر ميناء الحريقة في أقصي شرق ليبيا يقايض به مشتريات عسكرية تلبي طموحه بالسيطرة على ليبيا.

السويحلي في مقاله أشار لإنقاذ ليبيا يتطلب ثورة جديدة تتجنب أخطاء الماضي، تؤسس لحكم عادل يحاسب المجرمين بحق الشعب، وتبني نظامًا سياسيًا قائمًا على احترام حقوق الإنسان والعدالة، مما يضمن مستقبلًا موحدًا ومستقرًا للبلاد..

واختتم السويحلي مقاله قائلًا: “ربما يأتي الفرج من الله بإعلان إختفاء حفتر من الحياة السياسية بما يشاء الله ولعل الأمل في 2025 أن يأتي لنا بهذه البشرى”.

Shares: