أكدت الدكتورة نهى بكر، أستاذة العلوم السياسية وعضو الهيئة الاستشارية للمجلس المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، أن التقارب المصري-التركي قد يشكل منطلقاً مهماً لحلحلة الأزمة الليبية، رغم التحديات القائمة في العلاقات بين البلدين.
بكر أشارت في تصريحات خاصة لصحيفة “النهار”، إلى أن ليبيا تمثل نقطة تقاطع مهمة بين مصر وتركيا، موضحة أن: “وحدة الهدف بين البلدين يمكن أن تمهد لتعاون في سبيل تحقيق حل سياسي شامل يسهم في استقرار ليبيا”.
بكر أوضحت، أن العلاقات المصرية-التركية تشهد تطورات لافتة في ظل المتغيرات الإقليمية والدولية، مشيرة إلى أن البلدين، رغم خلافاتهما التاريخية والسياسية، لديهما مصالح مشتركة يمكن البناء عليها.
وشددت على أن التعاون في ملف الأمن الإقليمي ومكافحة الإرهاب يمثل أولوية قصوى للبلدين، حيث يواجهان تحديات مشتركة في هذا المجال.
كما أن الملف الليبي يشكل نقطة تقاطع مهمة يمكن أن تؤدي إلى تعاون مثمر لتحقيق حل سياسي شامل.
وفيما يتعلق بالجانب الاقتصادي، أشارت بكر إلى أن تعزيز العلاقات التجارية والاستثمارية بين البلدين يمكن أن يسهم في دفع عجلة النمو والتنمية، خاصة في ظل التحديات الاقتصادية العالمية الراهنة.
ولفتت إلى أن القضية الفلسطينية تمثل نقطة تقارب إضافية بين البلدين، حيث يتشاركان في دعم حل الدولتين والمشاركة في جهود الإغاثة ووقف إطلاق النار في قطاع غزة.
كما أن الإرث الثقافي والديني المشترك يتيح فرصاً واعدة للتعاون في مجالات الثقافة والتعليم.
غير أن بكر أشارت إلى وجود تحديات وخلافات جوهرية بين البلدين، أبرزها الموقف من الأزمة السورية، حيث تختلف رؤى القاهرة وأنقرة بشكل جذري.
كما يشكل الموقف من جماعة الإخوان المسلمين نقطة خلاف رئيسية، إذ تصنفها مصر كتنظيم إرهابي، في حين تعتبرها تركيا جزءاً من المعارضة.
وأضافت أن النزاع حول حقول الغاز في شرق البحر المتوسط يمثل تحدياً إضافياً، حيث تتعارض محاولات تركيا لتعزيز وجودها في المنطقة مع مصالح مصر واليونان وقبرص.
واختتمت بكر تصريحاتها بالتأكيد على إمكانية تحقيق تقارب ملموس بين البلدين من خلال تعزيز الحوار والتفاهم المشترك، مع ضرورة احترام المصالح الوطنية والإقليمية لكلا الطرفين، وتجنب محاولات فرض الرؤى الأيديولوجية.