كشف مصطفى الفيتوري، في تحليل نشره موقع ميدل إيست مونيتور، عن تحول خطير في المشهد الليبي مع انتقال الاهتمام الروسي من سوريا إلى ليبيا.
وأشار المقال إلى أن تصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير خارجيته سيرجي لافروف حول الحفاظ على العلاقات مع سوريا تتزامن مع نقل معدات عسكرية من قاعدة طرطوس البحرية إلى روسيا وشرق ليبيا، حيث تحتفظ موسكو بعلاقات عسكرية قوية مع خليفة حفتر.
وأوضح التحليل أن القواعد الروسية في سوريا كانت تخدم ثلاثة أهداف استراتيجية: زيادة النفوذ الروسي في المنطقة، والحفاظ على العلاقات التاريخية بالشرق الأوسط، والعمل كنقطة انطلاق لفيلق أفريقيا. وأكد أن دعم الأسد كان مجرد هدف تكتيكي مؤقت.
وشدد المقال على التحول في الموقف الروسي تجاه ليبيا منذ أواخر 2017، مع ظهور مرتزقة مجموعة فاغنر في شرق ووسط البلاد. وبعد مقتل يفغيني بريجوزين في أغسطس 2023، استولت وزارة الدفاع الروسية على أصول فاغنر وإرثها في أفريقيا، بما فيها ليبيا.
وأكد التحليل أن انهيار النظام السوري دفع موسكو لتغيير خططها، حيث أصبحت ليبيا منصة انطلاق للأنشطة العسكرية الروسية في أفريقيا منذ أواخر 2020. وتسيطر روسيا حالياً على قاعدتين عسكريتين في شرق وجنوب ليبيا، بينما تهيمن تركيا، المنافسة لروسيا في ليبيا، على الغرب الليبي.
وحذر المقال من أن تحول ليبيا إلى نقطة محورية للاستراتيجية الروسية في جنوب المتوسط وأفريقيا يشكل تهديداً وجودياً للبلاد. ورغم تأييد روسيا وتركيا لقرار مجلس الأمن رقم 2617 الداعي لانسحاب القوات الأجنبية من ليبيا، لا يزال البلدان يحتفظان بوجود عسكري هناك.
واختتم التحليل بالإشارة إلى المفارقة التاريخية، حيث كان الليبيون في عهد الرئيس الراحل معمر القذافي يحتفلون سنوياً بطرد القوات الأجنبية من بلادهم، في حين تجد ليبيا نفسها اليوم ساحة محتملة للصراع بين الناتو وروسيا، مع احتمال خوض هذه المعركة من خلال وكلاء محليين.