كشف تقرير حديث صادر عن منظمة المجلس الأطلسي في الشرق الأوسط المعنية بتعزيز السلام والأمن، عن تحول استراتيجي روسي من سوريا إلى ليبيا، في أعقاب التطورات الأخيرة التي شهدتها المنطقة.

وأوضح التقرير الذي ترجمته “ج بلس” أن سقوط دمشق الشهر الماضي شكل منعطفاً تاريخياً، حيث فشل نظام بشار الأسد، رغم الدعم الروسي المتواصل، في مواجهة الضغوط الداخلية والخارجية.

وبدلاً من اعتبار هذا التطور نكسة، رأت موسكو فيه فرصة لإعادة تموضعها الاستراتيجي في المنطقة، حيث بدأت بنقل قواتها ومعداتها إلى شرق ليبيا.

وأشار التقرير إلى أن هذا التحول ليس مجرد استبدال لحليف بآخر، بل يعكس استراتيجية روسية أعمق تمتد جذورها إلى القرن الثامن عشر، عندما سعت موسكو لتأسيس وجود بحري في البحر المتوسط.

وقد بدأت بوادر هذا التحول منذ عام 2019، عندما دعمت روسيا هجوم قوات خليفة حفتر على طرابلس.

وحذر التقرير من أوجه التشابه بين الأسد وحفتر، فكلاهما شخصيتان استبداديتان مستعدتان لمقايضة السيادة الوطنية مقابل البقاء في السلطة. ومثلما قدم الأسد لروسيا موطئ قدم ضد حلف الناتو، يقدم حفتر فرصة مماثلة لتعطيل المصالح الغربية وتوسيع النفوذ الروسي في أفريقيا.

ولفت التقرير إلى تعمق اعتماد حفتر على موسكو، خاصة بعد هزيمته في طرابلس عام 2020، حيث أصبحت القدرات العسكرية لمجموعة فاغنر المتمركزة في قاعدتي الجفرة والقرضابية شريان حياة لقواته.

كما سهلت عائلة حفتر التهرب من العقوبات الغربية على روسيا من خلال إعادة تصدير منتجات الوقود الروسية تحت غطاء ليبي.

وانتقد التقرير المقاربة الغربية في التعامل مع حفتر، معتبراً أن افتراض واشنطن بقدرته على مواجهة موسكو يتجاهل اعتماده الأساسي على الدعم الروسي. وحتى حلفاؤه التقليديون مثل الإمارات ومصر باتوا ينظرون إليه بشكل براغماتي.

وختم التقرير بالتأكيد على ضرورة تخلي الغرب عن محاولات “إبعاد” الشخصيات المؤثرة عن روسيا، والتركيز بدلاً من ذلك على معالجة نقاط الضعف البنيوية التي تجعل ليبيا عرضة للاستغلال الخارجي.

وشدد على أهمية تعزيز الحكم الرشيد والمرونة الاقتصادية ودعم الحلول السياسية الشاملة، مع التأكيد على ضرورة العمل مع الشركاء الدوليين لتقوية المؤسسات الرقابية القضائية والمالية في ليبيا.

Shares: