حذر وزير الخارجية السوداني علي يوسف الشريف من محاولات تكرار “النموذج الليبي” في السودان، مؤكداً أن الحسم العس كري هو الخيار الوحيد المتاح حالياً لإنهاء الصراع المستمر في البلاد.

وأكد الشريف، في تصريحات نقلتها صحيفة “الشرق الأوسط”، رفض بلاده القاطع لأي محاولات لتشكيل حكومة موازية، محذراً من أن مثل هذه التحركات ستؤدي إلى تفتيت السودان على غرار الوضع في ليبيا التي تشهد انقساماً بين حكومتين في الشرق والغرب.

وشدد الوزير السوداني على أن الحل النهائي للأزمة يتطلب وقف إطلاق النار أولاً، ثم تفكيك قوات الدعم السريع بشكل نهائي، مشيراً إلى أن تأخر الحسم العسكري يرجع إلى احتماء عناصر الدعم السريع بالمدنيين وليس لضعف الجيش.

وفي سياق متصل، كشف وزير الصحة السوداني هيثم محمد إبراهيم عن حجم الكارثة الإنسانية التي تعصف بالبلاد، حيث أصبح أكثر من 50% من مراكز غسيل الكلى خارج الخدمة، وتضرر 250 مستشفى من أصل 750 جراء المعارك.

وأوضح إبراهيم أن ربع سكان البلاد في حالة نزوح، مع ارتفاع معدلات سوء التغذية لدى الأطفال في بعض المناطق إلى أكثر من 30%، فيما بلغت خسائر القطاع الصحي 11 مليار دولار، وسجلت 1258 حالة وفاة وأكثر من 48 ألف إصابة بالكوليرا.

وأوضح إبراهيم، أن “هناك صعوبات في توفير العلاج الإشعاعي في البلاد وتم تدمير عدد من المراكز الصحية المختصة”، مضيفا أن الصندوق القومي للإمدادات الطبية تعرض للنهب والخسائر تقدر بـ 500 مليون دولار.

يذكر أن الحرب اندلعت في السودان منذ 15 أبريل 2023 بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان ومليشيات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، وفشلت جميع الوساطات العربية والأفريقية والدولية في التوصل لوقف دائم للقتال.

Shares: