قالت صحيفة العرب إن تطورات الأوضاع في سوريا تدفع إلى تعميق حالة الانقسام السياسي في ليبيا بسبب تناقض التحالفات والخلاف بين طرفي النزاع الرئيسيين في ليبيا على تقييم الأوضاع في دمشق بعد الإطاحة بنظام بشار الأسد.

وأضافت الصحيفة أنه بينما سعت سلطات شرق ليبيا إلى توطيد علاقاتها مع نظام الأسد، سارعت سلطات طرابلس إلى الاعتماد على ميليشيات المعارضة المسلحة المدعومة من تركيا في سوريا.

الصحيفة أوضحت أن وفدا من غرب ليبيا أجرى زيارة إلى دمشق السبت، اجتمع خلالها مع أحمد الشرع قائد المرحلة الانتقالية في سوريا، لبحث تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، خاصة في المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية.

وضم الوفد الليبي وزير الدولة للاتصال بحكومة الدبيبة وليد اللافي، ووزير العمل علي العابد، ومدير الاستخبارات العسكرية محمود حمزة.

وأوضح اللافي أن التنسيق الأمني بين ليبيا وسوريا ضروري من أجل تفعيل أكثر للعلاقات بين الدولتين، مشيرا إلى أن المرحلة المقبلة ستشهد نشاطا أكبر بين الجانبين في مجالات عدة.

وكان وزير الخارجية بالإدارة السورية الجديدة أسعد الشيباني تلقى الأربعاء الماضي، اتصالا هاتفيا من وليد اللافي، أكد فيه دعم بلاده للشعب السوري وإدارته الجديدة.

ومن جانبه، عبر الشيباني عن تقديره لمواقف حكومة الدبيبة إزاء سوريا، مشيدا بروابط الأخوة والتاريخ التي تجمع الشعبين الشقيقين، مبديا تطلع سوريا إلى المزيد من التعاون والتنسيق مع ليبيا.

وكانت الحكومة المنبثقة عن مجلس النواب الليبي، والتي تتخذ من بنغازي مقرا لها، أعادت في مارس 2020 فتح سفارة بلادها في دمشق، بعد إقفال منذ العام 2012 على وقع النزاعين اللذين مزقا البلدين، وقال نائب وزير الخارجية السوري آنذاك فيصل المقداد عندما تتخذ سوريا قرارا حاسما بعودة العلاقات مع الأشقاء في ليبيا، فهذا اعتراف بأن المعركة التي نقودها نحن في سوريا وفي ليبيا هي معركة واحدة موجهة ضد الإرهاب وضد من يدعم الإرهاب، في إشارة إلى تركيا.

وقالت الصحيفة إنه نظرا لطبيعة التوازنات والتحالفات التي فرضتها قوانين الصراع، فإن سلطات شرق ليبيا سعت إلى توطيد علاقاتها مع نظام بشار الأسد، بينما اعتمدت سلطات طرابلس على ميليشيات المعارضة المسلحة المدعومة من تركيا في الشمال السوري.

ويرى مراقبون أن هناك دافعا آخر أدى إلى تمتين العلاقات بين بنغازي ودمشق وهو الحليف الروسي المشترك، فيما كان لتيارات الإسلام السياسي بالمنطقة دور مهم في تكريس التحالف بين طرابلس والمعارضة السورية ومنها هيئة تحرير الشام التي شارك عدد مهم من الليبيين بالقتال في صفوفها عندما كانت تحمل اسم جبهة النصرة مع بدايات الحرب الأهلية السورية.

وبحسب المراقبين، فإن تطورات الأوضاع في سوريا زادت من تعميق الانقسام بين الفرقاء الليبيين، خاصة بين غرب البلاد وشرقها، حيث تعمدت سلطات طرابلس التظاهر بوجودها ضمن خندق الفريق المنتصر، لاسيما في ظل العلاقات المتطورة بينها وبين تركيا وتحالفها مع قوى الإسلام السياسي التي تعتبر الإطاحة بنظام الأسد نصرا مؤزرا لها بعد خيبات مرحلة ما بعد الربيع العربي.

Shares: