في وقت تشهد فيه العلاقات بين ليبيا والجزائر توترًا بسبب تصريحات السفير الجزائري لدى ليبيا، سليمان شنين، وزيارته المثيرة للجدل إلى بعض المدن الأمازيغية، كشف عصام المقراني، مدير عام شركة التنقيب عن المياه في الجزائر، عن وجود ثروة مائية ضخمة تقدر بنحو 50 مليار متر مكعب من المياه الجوفية في الأحواض المشتركة بين الجزائر وتونس وليبيا، داعياً إلى تطوير استراتيجية مشتركة لاستغلالها بشكل مستدام.
وأوضح المقراني في تصريحات نقلتها وكالة الأناضول التركية، أن هذه المنطقة، رغم انخفاض كثافتها السكانية، تشهد نشاطاً بترولياً كثيفاً، مشيراً إلى أن التحدي الرئيسي يكمن في كيفية استغلال هذه الموارد المائية بشكل علمي يخدم احتياجات شعوب المنطقة.
وفي سياق متصل، أشار المسؤول الجزائري إلى وجود آلية تشاور مشتركة بين الدول الثلاث لتبادل المعلومات حول استهلاك المياه الجوفية في القطاعين البترولي والزراعي، مع وضع خطط استراتيجية تمتد إلى 100 عام.
وأضاف أن 70% من استهلاك المياه في المناطق الصحراوية يذهب للأنشطة الزراعية، فيما يتطلب النشاط البترولي في حوض غدامس بئر مياه لكل بئر بترول، مع وجود نحو 1000 بئر بترول تعمل يومياً.
وحول جودة المياه، أكد المقراني أن المياه الجوفية في المنطقة تعد من الأفضل عالمياً، مشيراً إلى أن مشكلة الملوحة تظهر فقط بعد عمليات الري نتيجة التبخر وارتفاع درجات الحرارة.
وختم حديثه بالتأكيد على ضرورة وضع استراتيجيات واضحة للاستغلال الأمثل لهذه الموارد المائية، بما يلبي الاحتياجات الزراعية والصناعية والسكانية المتزايدة.
وفي نفس السياق، مازالت أصداء الزيارة التي قام بها السفير الجزائري لدى ليبيا، سليمان شنين لبعض المدن الأمازيغية بالجبل الغربي مستمرة وتترد في مختلف وسائل الإعلام المحلية، والأجنبية.
وكانت زيارة السفير الجزائري لدى ليبيا سليمان شنين، من قبل وتصريحاته التي آثارت الجدل، حيث التقى السفير الجزائري مع عدد من الزعماء القبليين ووجهاء وأعيان الأمازيغ في جبل نفوسة وزوارة للتشاور حول جملة من القضايا ذات الصلة بالعلاقات الثنائية بين البلدين وبالحدود المشتركة، مع استمرار غلق معبر الدبداب في مستوى مدينة غدامس للعام العاشر على التوالي.
وأكد المتحدث باسم المجلس الأعلى لأمازيغ ليبيا أكرم جرناز، أن السفير الجزائري ناقش خلال زيارته إلى مدينة نالوت الشريط الحدودي المشترك بين ليبيا والجزائر.
وأضاف جرناز في تصريحات سابقة، أن السفير التقى خلال الزيارة مشايخ وأعيان الأمازيغ في جبل نفوسة بالتنسيق مع المجلس الأعلى للأمازيغ.
وأوضح المتحدث أن اللقاء تطرق إلى أهمية استقرار المنطقة أمنيًا، حيث تم الاتفاق على أن المدن الأمازيغية الليبية تمثل عمقًا استراتيجيًا هامًا لأمن الجزائر وتونس.