أوضح تقرير نشره موقع “اندبندنت عربية” أن الأراضي الليبية قد تتحول إلى مسرح جديد للصراع الدولي بين روسيا وحلف شمال الأطلسي “الناتو”، في نسخة معاصرة تشبه التنافس البريطاني السوفياتي في القرن التاسع عشر.

وأشار التقرير إلى أن التخوفات من مواجهة محتملة تصاعدت بعد تأكيد وزارة الدفاع الأمريكية نقل أسلحة روسية من سوريا إلى شرق ليبيا، حيث تتمركز قوات الفيلق الأفريقي الروسي المعروف سابقاً باسم “فاغنر”.

وأكد المتخصص في الشأن الأمني، العقيد عادل عبدالكافي، أن روسيا تتجه نحو الانكماش في منطقة الشرق الأوسط بعد فقدانها موقعها الاستراتيجي في سوريا، لتنتقل إلى موقعها الاستراتيجي الثاني في شرق ليبيا مقابل السواحل الأوروبية.

ورصد التقرير تحذيرات معهد “إلكانو” الملكي الإسباني من تنامي النفوذ الروسي في أفريقيا، خاصة في ليبيا، معتبراً أنه يهدد أمن واستقرار دول “الناتو” من خلال إمكانية السيطرة على مسارات الهجرة غير النظامية والموانئ المطلة على البحر المتوسط.

وفي السياق، يرى محمود الديكي، متخصص تاريخ العلاقات الدولية بجامعة طرابلس، أن التحركات الروسية الجديدة جاءت بعد استيعاب موسكو لأخطائها السابقة، مستفيدة من تحالفاتها مع الصين وكوريا الشمالية، وضعف الدور الأوروبي في أفريقيا.

غير أن المتخصص الاستراتيجي محمد كريم يستبعد تكرار سيناريو المواجهة التاريخية، مشيراً إلى أن الوجود الروسي انحصر في الساحل الأفريقي، وأن موسكو غير قادرة على مواجهة قواعد “الناتو” جنوب المتوسط، خاصة بعد إخفاقها في إيجاد موطئ قدم في البحر الأحمر.

ويؤكد المحلل السياسي إبراهيم لاصيفر أن الصراع على أفريقيا حالياً ليس بين الاتحاد الأوروبي وروسيا فحسب، بل يشمل أطرافاً أخرى مثل الصين بقوتها الناعمة وتركيا بطموحاتها الإقليمية، إضافة إلى الولايات المتحدة التي تسعى لحماية مصالحها دون تدخل مباشر.

ويختتم التقرير بالإشارة إلى أن السيطرة على الدول المطلة على المياه الدافئة وما تحويه من ثروات طبيعية ومعدنية ستحدد ملامح المستقبل، مع توقعات بدخول روسيا في صفقات سياسية تشمل ليبيا وتشاد وغيرها من الدول الأفريقية التي شهدت تدخلاً روسياً عبر قوات “فاغنر”.

 

Shares: