أكد الكاتب الصحفي التونسي الحبيب الأسود في مقال نشرته صحيفة “العرب اللندنية” أن رد فعل عبدالحميد الدبيبة، رئيس حكومة الوحدة، على اتفاق بوزنيقة بين مجلسي النواب والدولة كان متوقعاً، خاصة مع تعلقه بتشكيل سلطة تنفيذية جديدة قادرة على بسط نفوذها في كامل أرجاء البلاد.
وأوضح المقال أن وزارة خارجية حكومة الدبيبة عبرت عن استغرابها من استضافة المغرب لجلسة حوار بين المجلسين “دون التنسيق معها”، مطالبة الرباط بضرورة التنسيق المسبق لعقد أي اجتماعات بين الأطراف الليبية على أراضيها، رغم أن المغرب كان على الدوام الحاضنة الرسمية للفرقاء الليبيين انطلاقاً من مبدأ عدم التدخل في شؤونهم.
وأشار الكاتب إلى أن مجلس الدولة الاستشاري رد على موقف خارجية الدبيبة مؤكداً أن دورها يقتصر على تقديم الدعم اللوجستي للسلطة التشريعية، موجهاً الشكر للمغرب على جهودها المستمرة في تقريب وجهات النظر بين الأطراف الليبية.
وأكدت اللجنة التنسيقية للقاءات المشتركة أن أعضاء المجلسين “لا يحتاجون إلى موافقة أحد للاجتماع في أي مكان يرون توفر الظروف الملائمة به للنجاح.
ونوه المقال إلى أن الدبيبة يرفض التخلي عن السلطة التي وصل إليها عبر انتخابات داخلية بين أعضاء ملتقى الحوار السياسي في ظروف مشكوك فيها باعتراف الخبراء الدوليين، مشيراً إلى أنه مدعوم من قبل أمراء الحرب وقادة الميليشيات وأباطرة الاعتمادات المستندية وتيارات الإسلام السياسي.
وكشف المقال أن الدبيبة يحاول تكريس حالة التشقق والانقسام داخل مجلس الدولة منذ أغسطس الماضي بدعم فريق محمد تكالة وإعلان الحرب على فريق خالد المشري الأقرب إلى فكرة التقارب مع مجلس النواب، خاصة في ما يتعلق بتشكيل حكومة جديدة.
وأضاف أن الدبيبة يعلن أنه لن يتخلى عن السلطة إلا لحكومة منتخبة مباشرة من الشعب الليبي وفق دستور جديد، وهو ما لن يتحقق في المدى القريب، لاسيما في ظل الخلاف الحاد حول مسودة دستور 2017 ورفضها من قبل أغلب الليبيين بمختلف مكوناتهم.
واختتم المقال بالتأكيد على أن بقاء الدبيبة في الحكم يحتاج إلى استمرار الانقسام السياسي والعسكري في البلاد، وهو ما يتناقض تماماً مع أهداف اجتماع بوزنيقة وجهود المغرب لتوحيد ليبيا وإخراجها من بؤرة التشتت، متهماً خارجية حكومته بفقدان التوازن والقدرة على التمييز بين من يريد الخير لليبيين ومن يسعى لتأبيد الانقسام.