كشف تقرير صادر عن المركز الليبي للدراسات الأمنية والعسكرية عن مساعي روسيا المتجددة لإنشاء قاعدة بحرية في مدينة طبرق، مشيراً إلى أهميتها الاستراتيجية التي تفوق جميع القواعد الأجنبية الأخرى في ليبيا.
وأوضح التقرير أن الموقع الاستراتيجي لطبرق، الذي كان محل صراع خلال الحرب العالمية الثانية، يتميز بعمقه البحري وبنيته التحتية الجاهزة ومرافقه النفطية، مما يجعله هدفاً استراتيجياً للنفوذ الروسي في البحر المتوسط.
وأشار التقرير إلى أن محاولات روسيا للحصول على موطئ قدم في طبرق تعود إلى أكثر من 15 عاماً، حين سعت للحصول على موافقة الرئيس الراحل معمر القذافي، إلا أن طلبها قوبل بالرفض وتجددت هذه المحاولات عام 2016 مع خليفة حفتر، الذي عرض مؤخراً إنشاء القاعدة مقابل تزويد قواته بأحدث أنظمة الدفاع الجوي.
وبحسب التقرير، فإن المفاوضات بين روسيا وحفتر في مرحلة متقدمة، مع احتمال التوصل إلى اتفاق قريب. لكن التكلفة المرتفعة قد تدفع روسيا لإشراك شركاء مثل مصر والسعودية والإمارات لتخفيف العبء الاقتصادي والسياسي.
وحذر التقرير من تحديات عديدة تواجه المشروع الروسي، أبرزها المعارضة الدولية من قبل الولايات المتحدة وأوروبا والأمم المتحدة، التي تطالب بخروج جميع القوات الأجنبية من ليبيا.
كما أشار إلى مخاوف من تأثير التحركات الروسية على التوازن الداخلي الليبي وإمكانية إشعال النزاعات بين أطراف الصراع المختلفة.
وختم التقرير بالإشارة إلى أن نجاح الاستراتيجية الروسية في تحويل ليبيا إلى بوابة لنفوذها في أفريقيا سيعتمد على قدرتها على تحقيق توازن بين مصالحها وسياسات القوى الإقليمية والدولية الأخرى.