قال الكاتب والباحث الأكاديمي التونسي طارق الكحلاوي إن الأنباء التي تفيد بنقل روسيا لقواعدها العسكرية من سوريا إلى ليبيا مصدرها مسؤولون أمريكيون وغربيون.
وأضاف الكحلاوي في تصريحات تلفزيونية لراديو ديوان التونسي أن هذه المصادر أكدت أيضًا نقل عتاد وجنود سوريين تابعين للنظام السوري إلى ليبيا.
ويرى الكحلاوي أن هذه الخطوة تأتي في إطار الضغط الأمريكي على روسيا بهدف طردها من سوريا، مما يمثل خسارة استراتيجية كبيرة لروسيا.
وشرح الكحلاوي أهمية القواعد العسكرية الروسية في سوريا، مثل طرطوس وحميميم، مؤكدًا أن روسيا تسعى لتوسيع نفوذها البحري في المياه الدافئة نظرًا لطبيعة سواحلها المتجمدة.
واستنكر الكحلاوي رفض عبد الحميد الدبيبة للتواجد العسكري الروسي في ليبيا، رغم سيطرته المحدودة على طرابلس وعدم شعبيته الواسعة.
وأكد أن خليفة حفتر يعتمد على تحالفات قبلية لا ينتمى إليها ومجموعات مسلحة يسميها “جيش”
.
وأشار إلى وجود نفوذ قوي لسيف الإسلام القذافي خاصة في الجنوب الليبي، لا سيما في مدينة سبها.
ورجح الكحلاوي إمكانية إنشاء روسيا لقاعدة بحرية في ليبيا، بالتزامن مع القاعدة الجوية الموجودة، مما يثير تساؤلات حول موقف حفتر ومصر من هذه التطورات.
وخلص الكحلاوي إلى أن مسألة إنشاء روسيا لقاعدة بحرية في ليبيا، مسألة معقدة ولا يوجد طرف ليبي قادر على حسمها بشكل نهائي.
إلى ذلك، أفاد مسؤولون أميركيون، بأن السلطات الروسية سحبت عتادا عسكريا متطورا من قواعدها في سوريا لنقله إلى ليبيا، عقب أيام من سقوط نظام الرئيس السابق بشار الأسد، وفق ما نقلت صحيفة “وول ستريت جورنال”.
كما قال المسؤولون إن طائرات شحن روسية نقلت معدات دفاع جوي متقدمة -بما في ذلك رادارات لأنظمة الدفاع الجوي “إس-400″ و”إس-300”- من سوريا إلى قواعد في الشرق الليبي يسيطر عليها خليفة حفتر.
فيما أظهرت بيانات ملاحية أن طائرات شحن روسية أجرت رحلات عدة إلى قاعدة الخادم الليبية.
وكانت روسيا قررت إعادة افتتاح سفارتها بالعاصمة طرابلس في 22 فبراير 2024، في خطوة قالت حكومة الدبيبة، إنّها “ستعزّز علاقات الصداقة والتعاون بين البلدين”.
وفي السياق، قال عبدالحميد الدبيبة، خلال حديثه في ملتقى الاتصال الحكومي، أول أمس الخميس، أن روسيا دولة عظمى ولها مخططات في أفريقيا، وخاطبناها بشأن هذه المزاعم التي ما نزال نتحقّق منها، ونتواصل مع دول كبرى والمجتمع الدولي بهذا الشأن.
وقبل أيام، استدعت حكومة الدبيبة، السفير الروسي وطلبت تقديم توضيحات، بعدما أصدرت موسكو تحذيرا لرعاياها من السفر إلى ليبيا وتعريض حياتهم للخطر، وذلك عقب اعتقال أحد المواطنين الروس في العاصمة طرابلس.
وأوضح الدبيبة في هذا الإطار، أنه تمّ اعتقال الروسي الذي دخل إلى البلاد بتأشيرة سائح، بتهمة ارتكاب أفعال منافية للأخلاق، وبعد العثور في هاتفه على معلومات أمنية، مضيفا أنه يخضع للتحقيق لدى مكتب النائب العام.