اعتبرت قناة دويتشه فيله أن ليبيا أصبحت محوراً رئيسياً لأزمة الهجرة غير الشرعية باتجاه أوروبا، حيث يتوافد إليها آلاف المهاجرين من دول أفريقية مجاورة مثل تشاد والنيجر. وأرجع التقرير أسباب هذه الهجرة إلى الفقر والنزاعات المسلحة.
ونقلت القناة عن تقارير للمنظمة الدولية للهجرة أن عدد المهاجرين في ليبيا يتجاوز 690 ألف شخص.
ورغم المخاطر الجمة التي يواجهها هؤلاء المهاجرون، مثل التعرض للعنف والاستغلال والاحتجاز التعسفي في مراكز اعتقال تفتقر إلى أدنى المعايير الإنسانية، يستمر تدفقهم إلى ليبيا باعتبارها نقطة عبور إلى أوروبا.
وأوضح الباحث في شؤون الهجرة غير الشرعية، طارق لملوم، أن ليبيا تواجه تحديات مشابهة لتلك التي واجهتها دول مثل لبنان والأردن وتركيا في استضافة أعداد كبيرة من اللاجئين، حيث تعاني من نقص في الموارد المخصصة لإدارة المخيمات وتوفير الخدمات الأساسية للاجئين.
وأشار لملوم في تصريحات لدويتشه فيله، إلى أن العديد من هؤلاء المهاجرين يعملون في ليبيا بشكل غير رسمي، مما يزيد من تعقيد الوضع.
وأردف التقرير أنه رغم المخاطر والجرائم التي يواجهها المهاجرون خلال الرحلة، مثل التعرض للعنف والاستغلال والاحتجاز التعسفي في مراكز احتجاز تفتقر إلى أدنى المعايير الإنسانية.
وقالت القناة إن هناك نشاطًا ملحوظًا لشبكات تهريب البشر في ظل غياب الرقابة الفعالة والتحديات الأمنية في البلاد، إذ يعتمد المهربون على وسائل نقل غير آمنة مثل القوارب المتهالكة.
ويشير التقرير السنوي للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين إلى أن نحو ٢٥ ألف مهاجر أعيدوا إلى ليبيا منذ بداية العام بعد محاولة العبور إلى أوروبا، وهو ما يثير قلقًا دوليًا بشأن انتهاكات حقوق الإنسان التي يتعرضون لها.
ومن جهته أوضح محمد عبدالرحيم، الأمين العام للجالية السودانية في بنغازي، غياب دور المجتمع الدولي بالنسبة للاجئين السودانيين، مؤكدًا عدم وجود أية مساعدات لهم منذ وصولهم إلى ليبيا.
وناشد عبدالرحيم خلال تصريحات للقناة الألمانية، المجتمع الدولي بضرورة التدخل لإنقاذ آلاف اللاجئين السودانيين نظرًا لزيادة أعدادهم وزيادة تدفقهم إلى ليبيا.
وأشار إلى دور شبكات تهريب البشر، التي لها دور كبير في زيادة حجم المعاناة التي تواجه المهاجرين منذ بداية رحلتهم من مناطقهم الأصلية حيث يقوم المهربون بوضعهم في معسكرات يعانون فيها من نقص التغذية والاستغلال المادي.
وأردف أن النساء يتعرضن للاستغلال الجنسي من قبل المهربين.
وتواجه ليبيا تحديات كبيرة بسبب تدفق المهاجرين ووسط تدهور في بنيتها التحتية نتيجة الصراع والانقسام السياسي ما يؤدي إلى تفاقم الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية وزيادة البطالة والتوترات بين الليبيين والمهاجرين.