قال المحلل والأكاديمي الليبي محمد درميش، إن المواطن الليبي يعيش اليوم حالة من التهميش وفقدان السيطرة على مصيره، حيث لم تعد لديه أي أدوات مؤثرة في المشهد السياسي والاقتصادي.
وأضاف درميش في تصريحات نقلتها “سبوتنيك” أن الوضع الحالي يعكس غياب بيئة مؤهلة لإجراء انتخابات حقيقية تؤدي إلى تجديد المجلس التشريعي وتشكيل حكومة جديدة تكون قادرة على اتخاذ خطوات إصلاحية ملموسة لتحسين مستوى معيشة الفرد.
درميش أوضح أن الحلول تكمن في تدخل المؤسسات الاعتبارية داخل الدولة، والتي يجب أن تركز على خلق بيئة مناسبة لإجراء انتخابات حرة ونزيهة، والعمل على تنويع مصادر الدخل القومي، وإعادة هيكلة مؤسسات الدولة بشكل ينسجم مع المعطيات الدولية والمتطلبات المحلية.
المحلل أشار إلى أن “تجاوز هذه الأزمات يعتمد بالدرجة الأولى على المواطن، ثم على دور الدولة في توفير البيئة المناسبة للإصلاح، وشدد على أهمية أن تكون القيادة السياسية مجهزة بإمكانات مادية وبشرية قوية لتطبيق قراراتها، مع التركيز على تنويع مصادر الدخل واستغلال الموارد بشكل فعال لتحقيق رفاهية المواطن”.
يذكر أن الانقسامات السياسية، والتدهور الاقتصادي، والغياب المستمر للاستقرار الأمني في ليبيا ساهمت جميعها في تآكل مقومات الحياة الكريمة.
وتمتد معاناة المواطن من محدودية الدخل وتأخر الرواتب، إلى ارتفاع معدلات التضخم وغلاء الأسعار، مما أجبر الكثيرين على العمل في أكثر من وظيفة أو اللجوء إلى الاقتراض لتلبية احتياجات أسرهم، في ظل هذه الظروف، أصبحت الحاجة ملحّة لإصلاحات جذرية وسياسات مستدامة تعيد للمواطن ثقته بوطنه ومستقبله.