قال الشيخ محمد المبشر رئيس مجلس أعيان ليبيا للمصالحة إن ما يحدث في مدينة الزاوية من نزاعات متكررة ليست مجرد اشتباكات عابرة، بل نزف متواصل يترك أثرا عميقا في أرواح ساكنيها وفي صورة الوطن بأسره.
ودعا المبشر في تصريحات نقلتها صحيفة الشرق الأوسط السعودية، إلى أن تضع أجهزة الدولة، والحكومتان، مصلحة الزاوية نصب أعينها.
ورأى رئيس مجلس أعيان ليبيا للمصالحة أن الزاوية في حاجة إلى خطة شاملة لتجفيف منابع الفوضى، واستعادة الأمن والاستقرار.
وتساءل المبشر: هل بلغ العجز حداً يجعل الجميع يقف متفرج أمام هذا الجرح النازف؟، أم أن إرادة التغيير مفقودة وسط الحسابات الضيقة؟.
واندلعت اشتباكات بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة، في محيط مصفاة الزاوية لتكرير النفط في ساعات مبكرة من صباح الأحد، بين الميليشياوي محمد كشلاف الملقب بالقصب ومجموعة من قبيلة الشرفاء في الزاوية؛ ما تسبب في تضرر عدد من الخزانات التابعة للمصفاة التي وصلتها نيران أسلحة الميليشيات.
وتصاعدت ألسنة النيران وأعمدة الدخان من داخل المصفاة، وشوهدت من أماكن مختلفة في مدينة الزاوية، في حين التزمت السلطات التنفيذية في طرابلس الصمت حيال ما جرى.
وسارعت المؤسسة الوطنية للنفط لإعلان حالة القوة القاهرة والطوارئ من الدرجة الثالثة (القصوى)، مبديةً أسفها لتعرض عدد من خزانات مصفاة الزاوية لأضرار جسيمة ونشوب حرائق خطيرة؛ نتيجة إصابتها بأعيرة نارية جراء الاشتباكات الدائرة بين مجموعات مسلحة في محيطها».
وأوضحت المؤسسة أنَّ عناصر الأمن والسلامة تمكَّنوا من السيطرة على الحرائق والتسريبات في خطوط الغاز، والحد من خطورة انتشارها رغم استمرار الاشتباكات في محيط المصفاة حتى صباح الأحد، منوهة إلى أن مثل هذه الاشتباكات تُعرِّض حياة العاملين وسكان المنطقة برمتها إلى مخاطر لا يمكن توقع أضرارها.
وبعد ساعات من تصاعد ألسنة اللهب في سماء المدينة، قالت شركة الزاوية لتكرير النفط، إنه «تمَّت السيطرة على الحرائق والتسربات الناتجة عن الاشتباكات المسلحة، وانتهاء حالة الطوارئ، وإنَّ «الوضع الأمني والتشغيلي تحت السيطرة داخل المنطقة الصناعية بالمصفاة.
وتتمركز في مدينة الزاوية تشكيلات مسلحة تُتَّهم بتهريب الوقود المدعم، وعادة ما تندلع اشتباكات مسلحة بين عناصرها يقع فيها قتلى وجرحى، وسط اتهامات للسلطة في طرابلس.