قال الكاتب والباحث السياسي الليبي، عز الدين عقيل، إن الوجود العسكري الروسي في ليبيا أصبح حالة أمر واقع، وتورطت ليبيا فيه نتيجة سياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، خلال فترته الرئاسية الأولى، وعلاقته الخاصة والغامضة مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين.
وأضاف عقيل في تصريحات نقلتها صحيفة الوئام السعودية، أن دخول قوات فاجنر إلى ليبيا تم تحت أنظار ترمب، وفي ظروف علاقة استراتيجية افتراضية بين ترمب وخليفة حفتر، قبل أن ينقلب ترمب على هذه العلاقة.
الباحث السياسي الليبي أكد أنه من الطبيعي أن يحرص الروس على تطوير وجودهم في ليبيا، بشريا ولوجستيا وقتاليا، ولعل هذا ما تحاول فعله روسيا اليوم، من خلال شراكتها الاستراتيجية مع الصين، لجعل هذا الوجود وتمدده مفيدا للطرفين، سواء في ليبيا أو في عموم القارة الأفريقية.
وعن مدى فرضية إبرام صفقة سياسية بين ترمب وبوتين، أوضح عقيل أنه من المتوقع اتجاه ترمب وبوتين إلى خوض تفاوض على اقتسام العالم أو الحلقات الأضعف من جديد، خاصة بمنطقتنا المنكوبة، ولأن ليبيا من الحلقات الأضعف، فلا يعلم أحد طبيعة مصيرها بنهاية هذا التفاوض.
عقيل قال إن روسيا تحتاج إلى مواطئ أقدام على ضفاف البحر المتوسط، والوجود بقوة بمنطقة الشرق الأوسط، باعتبارها منافسها الأول بإمدادات الطاقة للأسواق الدولية، وكذلك الحال بالنسبة إلى موسكو مع أفريقيا التي تشهد تدافعا شديدا نحوها من كل القوى الدولية الفاعلة، بما فيها منزوعة السلاح؛ كألمانيا واليابان.
وأوضح عقيل أن مسألة ارتباط أي تسوية في ليبيا أو غيرها، بتبادل مصالح في أوكرانيا أو سوريا أو حتى في ألاسكا، فهذا أمر متروك أو سيتوقف على طبيعة العلاقة القادمة بين ترمب وبوتين، وإن كانت بواكير نتائج هذه العلاقة لن يتأخر ظهورها عن نهاية الثلث أو الربع الأول من العام المقبل.
وترى صحيفة الوئام السعودية أن التنافس بين روسيا والغرب يتزايد في العديد من الدول ومناطق النفوذ في العالم، بداية من أوكرانيا والشرق الأوسط وليبيا، حتى دول الساحل والصحراء في غرب القارة الأفريقية.
الصحيفة أضافت أن الحالة الليبية تظل عالقة في الصراع بين الغرب الداعم لحكومة طرابلس، وروسيا الداعمة للشرق، ما يطرح تساؤلا جديدا: هل سيُنهي الرئيس الأمريكي المنتخب حديثا دونالد ترمب، المسألة الليبية مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين؟.