سلط موقع “العربية” الضوء على تحذير وزارة الخارجية الروسية لرعاياها من السفر إلى ليبيا، والذي أثار تساؤلات حول مغزاه وتوقيته، وسط تأكيدات بأن الوضع السياسي والأمني في ليبيا “متوتر للغاية”.
التحذير الذي تزامن مع اعتقال مواطن روسي في طرابلس، زاد من التكهنات حول إمكانية تكرار السيناريو السوري في ليبيا.
اللواء المصري أركان حرب محمد رفعت جاد، المتخصص في الشؤون العسكرية، قال إن التحذير جاء بعد قيام جهاز مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة باعتقال مواطن روسي بتهم تتعلق بالإضرار بالنظام العام والارتباط بجماعات مسلحة تنشط في إفريقيا.
وأكدت السلطات الليبية أن الإجراءات تمت وفق التشريعات المحلية، مما دفع السفارة الروسية إلى تجديد دعوتها لرعاياها بتجنب السفر إلى ليبيا.
الخبير أوضح أن تكرار السيناريو السوري في ليبيا مستبعد لعدة عوامل، أبرزها، أن سوريا كانت لاعباً محورياً في توازن القوى الإقليمي وتحظى بعلاقات واسعة مع قوى كبرى مثل روسيا وإيران.
وأضاف أن ليبيا، لم تمتلك نفس الثقل الإقليمي، ولا تشكل تهديداً استراتيجياً لنظام شمال إفريقيا، موضحًا أن الأزمة السورية شهدت تدخلات عسكرية كبرى من روسيا والولايات المتحدة، بالإضافة إلى إيران وتركيا.
وأشار إلى أن في ليبيا، التدخلات موجودة لكنها أقل حدة، رغم الدور الملحوظ لتركيا وروسيا وبعض الدول الأوروبية، منوها للصراع السوري اتسم بتشابك المصالح الإقليمية والدولية، مما أدى لاستمراره وتعقيده.
وفي ليبيا، الصراع بين الأطراف الداخلية مدعوم بتدخلات خارجية، لكنه لم يصل إلى نفس المستوى من التعقيد أو الاستمرارية.
وأشار الخبير إلى وجود قلق مشترك في الحالتين يتعلق بالتدخلات الأجنبية، والتي تظل عاملاً حاسماً قد يفاقم الأزمة الليبية كما حدث في سوريا، والصراعات الداخلية، من الانقسامات العميقة بين الأطراف المتنافسة والتي تشكل تهديداً حقيقياً للاستقرار السياسي.
اختتم الخبير العسكري بالتأكيد على أن الوضع في ليبيا قد يتطور بطريقة مغايرة عن سوريا، لكنه حذر من استمرار التدخلات الأجنبية وتفاقم الصراع الداخلي، ما قد يؤدي إلى مزيد من التدهور الأمني والسياسي، داعياً إلى ضرورة التوصل لحلول سياسية تحقق الاستقرار وتمنع تكرار سيناريوهات مشابهة.