كشف تقرير سعودي نشرته صحيفة “عكاظ” عن تحذيرات جادة بشأن المرحلة المقبلة في سوريا، مؤكداً أن سقوط نظام بشار الأسد ليس نهاية المطاف، بل هو بداية مرحلة أكثر تعقيداً وخطورة.
يأتي هذا التقرير في وقت تعيش سوريا حالة من الترقب والتوجس، حيث يرى المحللون أن مستقبل البلاد أصبح أكثر خطورة من دول مثل ليبيا والعراق واليمن. فرغم فرحة السوريين بسقوط النظام، تبقى التحديات كبيرة وتتطلب حذراً شديداً من القوى السياسية الجديدة.
التقرير أشار إلى أن “مستقبل سوريا الآن أخطر بكثير من مستقبل ليبيا والعراق واليمن، موضحا أن بشار الأسد لا يزال على قيد الحياة تؤويه دولة عظمى أجبرتها المتغيرات السياسية الحالية على التخلي عنه مؤقتاً، وهي تترقب ما يحدث الآن في سوريا لأنها خسرت حليفاً استراتيجياً لها لعدة عقود”.
يؤكد التقرير أن النظام الجديد يواجه تحديات جسام، أهمها إعادة بناء مؤسسات الدولة بشكل شامل يضم جميع مكونات الشعب السوري، والتواصل مع المجتمع الدولي، خاصة الدول العربية التي تعتبر البيئة الحقيقية والجوار الفعلي لسوريا.
من التحديات الكبرى أيضاً كسب ثقة الدول الغربية التي تنظر بريبة للقيادات الجديدة، والحيلولة دون عودة النظام السابق.
كما يحذر التقرير من المخاطر الإقليمية، خاصة الضغوط الإسرائيلية المحتملة والتي قد تدفع البلاد نحو صراعات جديدة.
يشير التحليل إلى أن نجاح التجربة السياسية الجديدة يعتمد بشكل أساسي على قدرة القيادة على كسب تأييد الشعب السوري، وتجنب الانقسامات التي قد تمهد الطريق لعودة النظام السابق.
التقرير لفت إلى أن “بعض القوى الإقليمية المجاورة لسورية والتي اضطرتها الظروف السياسية الحالية على التخلي عن حليفها السابق تترقب باهتمام كيف تجري رياح النظام الجديد، وهم ينظرون إلى الداخل السوري بعيون زرقاء اليمامة.
التقرير طالب نظام سوريا الجديد الحذر من خوض أية معارك مع أي جهة هم غير مضطرين لخوضها، فخلال حكم نظام بشار الأسد كان هناك تحالف دفاعي استراتيجي بين روسيا وسورية وخلال أحداث غزة كانت إسرائيل تقوم -ببعض الحذر- بتوجيه ضربات انتقائية لحزب الله داخل سوريا بذريعة الدفاع عن حدودها.
وأضاف التقرير أن جيش الاحتلال يعلم أن روسيا لديها قواعد في سوريا قريبة من حدودها، واستفزازها قد يشعل حرباً عالمية قريبة منها، لكن وبعد سقوط نظام الأسد استباحت المقاتلات الإسرائيلية الأجواء والأراضي السورية وقامت بتدمير مقاتلات وأسلحة وذخائر الجيش السوري، وهو ما يعني أن سوريا غدت بلا جيش يحميها، مما دفع إسرائيل للتوغل داخل أراضيها لاحتلال المزيد منها، غير أن روسيا لم تتدخل وكأنها ترسل رسالة للشعب السوري مفادها لقد ابتعد عنكم الأسد واقتربت منكم إسرائيل”.
وفي نهاية المطاف، يبقى المستقبل مفتوحاً على احتمالات عديدة، حيث تتركز الآمال على قدرة السوريين في بناء دولة عادلة تحترم حقوق جميع مكوناتها وتستعيد مكانتها الإقليمية والدولية.