أكد خالد محمد الحجازي، مدير مكتب التفتيش والمتابعة السابق لمحفظة “ليبيا إفريقيا” للاستثمار، أن المصالحة الوطنية في ليبيا هي عملية تهدف إلى تحقيق السلام والاستقرار في البلاد بعد سنوات من الصراع والانقسامات السياسية والاجتماعية.
الحجازي أضاف في مقال له، أن المصالحة الوطنية تعتبر خطوة أساسية لضمان بناء دولة موحدة ومستقرة تقوم على أسس الديمقراطية وسيادة القانون.
أوضح الحجازي أن الشعب الليبي متصالح مع نفسه، مستشهدًا بالتلاحم الذي ظهر خلال كارثة درنة، بينما تنحصر الانقسامات الحقيقية بين قادة سياسيين محدودي العدد، يعرقلون جهود المصالحة، مثل الصراع في مجلس الدولة، ووجود حكومتين في شرق البلاد وغربها، وجيشين.
كما أشار إلى أن إطلاق سراح الأسرى وتوحيد المؤسسات العسكرية والمدنية هي خطوات ضرورية لضمان بناء دولة موحدة ومستقرة تقوم على أسس العدالة وسيادة القانون.
وأكد الحجازي أن تحقيق المصالحة الوطنية لا يمثل فقط شرطًا لتحقيق السلام، بل يعد ضرورة لإعادة بناء الدولة الليبية على أسس تضمن استدامة الاستقرار والتنمية.
الحجازي في مقاله حدد أهداف المصالحة الوطنية كالتالي:
- إنهاء الصراعات المسلحة: العمل على وقف القتال بين الأطراف المتنازعة وتثبيت اتفاقات لوقف إطلاق النار.
- إعادة بناء الثقة: تعزيز الحوار بين الفئات المختلفة وإعادة بناء الثقة بين القبائل والمناطق التي شهدت صراعات.
- تعزيز الوحدة الوطنية: تقليل الفجوة بين الأطراف السياسية والاجتماعية وتحقيق الانسجام بين مكونات المجتمع الليبي.
- محاسبة المسؤولين عن الجرائم: ضمان تحقيق العدالة الانتقالية ومحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات دون استهداف فئة أو جهة بعينها.
- تعزيز التنمية: التركيز على إعادة بناء البنية التحتية وتحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية.
المقال تساءل هل ليبيا مهيأة لإتمام المصالحة؟، موضحًا أنه على المدى القريب، هناك تحديات تعيق تحقيق مصالحة حقيقية وشاملة، منها:
التحديات السياسية:
- انقسام المؤسسات:
لا تزال ليبيا تعاني من وجود حكومتين متنافستين ومؤسسات متوازية، مما يعرقل تشكيل حكومة موحدة تدعم مسار المصالحة.
- تعدد الفصائل المسلحة:
انتشار الجماعات المسلحة والميليشيات يعرقل بناء جيش وطني قوي يمكنه ضمان تنفيذ أي اتفاق.
التحديات الاجتماعية:
- تراكم الجراح:
الانتهاكات والجرائم التي وقعت خلال السنوات الماضية خلفت فجوة عميقة بين الأطراف. بعض القبائل والمجتمعات ما زالت ترفض المصالحة دون تحقيق عدالة ومحاسبة حقيقية.
- النزوح والانقسامات القبلية:
الكثير من الليبيين نزحوا داخليًا وخارجيًا، مما يزيد من تعقيد إعادة بناء النسيج الاجتماعي.
التحديات الاقتصادية:
- غياب الاستقرار الاقتصادي:
استمرار الصراع يعرقل استغلال موارد ليبيا الطبيعية بشكل عادل، مما يزيد من البطالة والفقر، وهما عاملان يغذيان التوترات.
وأشار المقال لخطوات المصالحة الوطنية كالتالي:
- إطلاق حوار شامل: يشمل كافة الأطراف السياسية والقبلية وممثلي المجتمع المدني.
- تنفيذ العدالة الانتقالية: إنشاء لجان لتوثيق الجرائم وتقديم التعويضات للمتضررين المهجرين و النازحين .
- دمج القوات المسلحة: توحيد الجيش الوطني تحت قيادة واحدة.
- إصلاح اقتصادي: تحسين الأوضاع الاقتصادية لتخفيف التوترات الاجتماعية.
- إطلاق مبادرات محلية: تعزيز دور المجتمع المدني والمنظمات الأهلية في تحقيق المصالحة.
الحجازي في مقالة أكد أن جهات دولية مثل الأمم المتحدة ومنظمات إقليمية مثل الاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية تشرف على دعم مسار المصالحة الوطنية في ليبيا، إلى جانب مبادرات محلية تهدف إلى جمع الأطراف المتنازعة.
وأضاف لكن للأسف المجلس الرئاسي و حكومة حماد لا توجد لها نوايا صادقة من أجل المصالحة الوطنية ونجد ذلك جلياً عندما اشترط فريق الدكتور سيف الإسلام السياسي شروط لأبداء حسن النوايا وهي شروط منطقية متمثلة في اطلاق سراح الاسرى الذين لهم أكثر من 13 سنة دون محاكمات عادلة وهم عددهم بسيط لا يتعدون أصابع اليد الواحدة، ومع ذلك لم يعمل الرئاسي شيء مع انهم تحت شرعيته.
أما حكومة حماد فقد قامت باعتقال رئيس فريق المصالحة التابع للدكتور سيف الإسلام وهو شيخ كبير في السن.
وأشار خالد الحجازي لأهمية المصالحة الوطنية، في أن تحقيقها يمثل شرطًا أساسيًا لإعادة بناء ليبيا كدولة مستقرة وقادرة على تحقيق تطلعات مواطنيها، وضمان أن يكون السلام دائمًا وليس مؤقتًا.
وأوضح أنه إذا كان المجتمع الدولي جاد لعمل مصالحة فعلية فعليه أن يهدد و يفرض عقوبات على الأشخاص الذين يعرقلون المصالحة السياسية حيث أنهم لا يتعدون 7 أشخاص وهم المتحكمين في مصير 7 مليون ليبي، أما الشعب فهو متصالح مع نفسه.
وعن الرؤية المستقبلية أكد:
- إذا استمر الوضع الحالي دون تحقيق خطوات جادة على الأرض، فقد تستمر المصالحة في التعثر وتبقى ليبيا في دائرة الانقسام والصراع.
- مع ذلك، إذا حدث توافق داخلي مدعوم بإرادة سياسية صادقة وضغوط دولية إيجابية، يمكن لليبيا أن تحقق مصالحة تدريجية تبدأ بتوحيد المؤسسات وإعادة بناء الثقة.
ولفت خالد الحجازي، إلى أنه لو هناك مصالحة يجب أن تكون بين أنصار فبراير وأنصار سبتمبر والذي يمثل أنصار سبتمبر أو الفاتح هو الدكتور سيف الإسلام القذافي ومن يمثل فبراير يجب أن تكون المصالحة بينهم لأنهم سبب الانقسام السياسي الحالي سواء على مستوى حكومات أو تشكيلات مسلحة، وعندما يتم الصلاح بينهم يجلسون مع ممثلي تيار سبتمبر وتعلن في النهاية المصالحة الشاملة.