في احتفالية نظمتها هيئة الرقابة الإدارية بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة الفساد، ألقى عبد الحميد الدبيبة كلمة هاجم فيها الإنفاق الموازي وغير الخاضع للرقابة، زاعمًا التزام الحكومة بمبادئ الشفافية والمساءلة.

وجه الدبيبة انتقادات حادة لبلقاسم نجل المواطن الأمريكي خليفة حفتر، متهمًا إياه بـ”العبث بمقدرات الشعب”.

وشدد على ضرورة عدم التهاون مع أي مسؤول حكومي يثبت تورطه في الفساد، مؤكدًا أنه لن يكون هناك غطاء أو حماية لمن يسيء استخدام السلطة.

الدبيبة كشف عن معلومات مقلقة حول الإنفاق الموازي في ليبيا، مشيرًا إلى أن هذا الإنفاق بلغ أكثر من 40 مليار دينار ليبي خلال عام 2024 وفقًا لبيانات المصرف المركزي.

وأوضح أن هذه الأموال تُصرف نقدًا وتُضخ في السوق السوداء دون أي إجراءات قانونية أو شفافة.

وانتقد رئيس الحكومة التبريرات الدولية التي تعزو هذا الإنفاق إلى الانقسام الحكومي، واصفًا هذه التبريرات بـ”الواهية”.

وأكد أن هذه الصناديق تتبع مجلس النواب وليس أي حكومة، مشددًا على أن هذا التبرير يغطي الأداء المؤسف للمجلس وأذرعه المالية.

واختتم الدبيبة كلمته بالتأكيد على أهمية الرقابة في عملية التنمية، محذرًا من أن العشوائية والارتجال والفساد لن يبني الأوطان بل سيعرقل مسيرتها ويهدر مواردها، داعيًا إلى ضمان المساءلة والشفافية في جميع المعاملات المالية.

ورغم حديث الدبيبة عن الفساد والاتهامات التي وجهها لبلقاسم حفتر والبرلمان، إلا أن هذا لا يجعله أفضل منهم، حيث فتح تقرير ديوان المحاسبة لعام 2023، الذي تم تسريبه قبل صدوره رسمياً، باباً جديداً من الانتقادات الموجهة لحكومة الدبيبة والمؤسسات التابعة لها، بعدما كشف عن وقائع فساد، وسط مطالب سياسية ومجتمعية بفتح تحقيق فيما تضمنه من تجاوزات.

وتنوعت أشكال الإنفاق والتجاوزات المالية، التي أوردها تقرير الديوان، بين رواتب قطاع السفارات والقنصليات والبعثات الليبية لـ3478 موظفاً، منهم 1923 دبلوماسياً، و1555 عمالة محلية، والإنفاق ببذخ على شراء سيارات فارهة للمسؤولين، واستئجار طائرات خاصة.

وأفاد التقرير بأن رواتب قطاع السفارات والقنصليات والبعثات وصل إلى 1.5 مليار دينار، كما أظهر تخصيص قرابة 50 مليون دينار لبند سيارات، وقرابة نصف مليار دينار للتدريب ضمن نفقات مؤسسة النفط.

كما رصد التقرير صرف نفقات بدل سكن موظفي ديوان مجلس الوزراء ما مجموعه 847 ألف دينار، وسداد الحكومة 316.44 ألف دينار مقابل حجوزات فندقية لفترات طويلة لأشخاص، دون توضيح صفاتهم أو تبعيتهم.

ورصد إنفاق 10 آلاف دولار مقابل إقامة وفود رئاسية لليلة الوحدة في جناح فندقي خلال زيارتها إلى نيويورك، رغم وجود مقر ليبي لضيافة الشخصيات المرموقة، كما تضمن التقرير صرف 720 ألف دينار، مقابل توفير طائرة لنقل نائب رئيس المجلس الرئاسي إلى دولة غينيا مؤخراً.

وأظهر التقرير أيضاً توسع حكومة عبد الحميد الدبيبة، في الإنفاق بشكل كبير، بداية من الصرف على رحلات الطيران قيمتها أكثر من مليوني ونصف مليون، وصولاً إلى إنفاقها 665 ألف دينار على إحياء ليلة القدر خلال شهر رمضان الماضي، إضافة إلى تخصيص نحو نصف مليون دينار لإقامة ندوة تتعلق بالانتخابات.

Shares: