وجه سياسيون ليبيون انتقادات إلى الاجتماع الدولي الذي استضافته لندن على مدار الأيام الثلاثة الأخيرة، والذي استهدف تقديم نهج دولي منسق يهدف لتحقيق الاستقرار طويل الأمد في ليبيا.
وقال رئيس حزب شباب الغد الليبي، أحمد المهدوي، إن الحديث عن اختيار رئيس حكومة جديدة، بمعزل عن أي مشاركة ليبية في الوقت الراهن، يعزز حالة الريبة والتوجس من نوايا الدول المشاركة في هذا الاجتماع؛ وبالتبعية يأتي التساؤل عن سر عدم وجود تمثيل ليبي به.
وأضاف المهدوي في تصريحات نقلتها “الشرق الأوسط” أن الليبيين يتطلعون لاستئناف العملية السياسية، ووجود حكومة موحدة وإجراء الانتخابات؛ لكنهم يأملون في تحقيق هذا عبر مسار يشاركون في جميع مراحله، لا أن يتم عرض الأمر عليهم لاحقاً بشكل استشاري، محذراً من أن مثل هذا النهج قد يترجمه البعض على أنه فرض وصاية على البلاد.
وعقد الاجتماع الدولي الخاص بليبيا الذي انتهى الجمعة، بشراكة مع وزارة الخارجية البريطانية والكومنولث، وحضره ممثلون لثماني دول، ليس من بينها ليبيا المعنية في المقام الأول بالأزمة.
وشارك في الاجتماع إلى جانب بريطانيا، الولايات المتحدة، وفرنسا، وإيطاليا، وألمانيا، ومصر، وتركيا، وقطر، والإمارات العربية المتحدة.
وتركزت الانتقادات على أسباب ومغزى إقصاء أي تمثيل ليبي في هذا الاجتماع، وهو ما عدّه البعض شكلاً من أشكال الوصاية على البلاد، متسائلين: كيف تتم مناقشة الأزمة السياسية بمعزل عن أطرافها؟.
وقالت المبعوثة الأممية بالإنابة إلى ليبيا، ستيفاني خوري، عبر حسابها على «إكس»، مساء الجمعة، إنها شاركت في الاجتماع التشاوري بدعوة من المملكة المتحدة، في إطار جهودي المتواصلة لحشد دعم الدول الأعضاء لعملية سياسية بقيادة ليبية، وبتيسير من الأمم المتحدة.
وأضافت خوري أنه من المشجع أن ألمس الدعم الدولي لجهود الأمم المتحدة لوضع ليبيا على مسار مستدام، نحو الأمن والاستقرار والتنمية المستدامة.