اهتمت صحيفة الوئام السعودية بتطورات الصراع بين روسيا والغرب في ليبيا ، لافتة إلى تطور ملحوظ في نشاط موسكو على زيادة وجودها العسكري في ليبيا بشكل كبير، وهي خطوة استراتيجية تسلّط الضوء على طموحاتها في أفريقيا.
الصحيفة أشارت إلى أن صور الأقمار الصناعية، التي حللتها صحيفة تليجراف البريطانية، كشفت عن تطورات في 3 قواعد جوية ليبية رئيسية، بما في ذلك مدارج حديثة ومحيطات محصنة ومرافق جديدة، وتعزز هذه التطورات الوجود الروسي في ليبيا وفي منطقة البحر المتوسط التي تسعى موسكو للوجود فيها بقوة.
ونقلت الصحيفة قول رمضان شليق، المحلل السياسي الليبي، الخبير في الشؤون الأفريقية، إن العلاقة بين روسيا وليبيا علاقة قديمة وليست جديدة، أما فيما يتعلق بتطور العلاقات الروسية، خاصة في دول غرب أفريقيا خلال العامين الماضيين، فجاء بناءً على مراجعة من القيادة الروسية لتطوير علاقاتها في أفريقيا، نظرا لتقلص أو انعدام الوجود الفرنسي في تلك الدول.
المحلل الليبي أكد أن دول غرب أفريقيا شهدت سيطرة جيوشها على نظام الحكم فيها؛ وهو ما يعرف بالصحوة الوطنية لشعوبها ضد النفوذ الفرنسي، الأمر الذي أعطى الفرصة المناسبة لروسيا بإعادة علاقاتها في تلك الدول.
وعن مدى تمسّك روسيا بوجودها في ليبيا، أضاف شليق أن روسيا اليوم لن تفرّط في وجودها في ليبيا، وتعتبرها نقطة مهمة وبوابة وقاعدة تنطلق منها إلى العمق الأفريقي، وربما يتم التنازل عن الوجود الروسي في دول أخرى لصالح الغرب، مقابل استمرارها وتقوية وجودها في ليبيا.
الخبير في الشؤون الأفريقية اختتم حديثه بأن الشعوب الأفريقية تقبل الوجود الروسي الذي يعتبر أفضل من الوجود الفرنسي الذي ينهب سنويا أكثر من 700 مليار يورو من القارة الأفريقية.