تستعد عواصم دولية وإقليمية عدة، على رأسها لندن، لاستضافة اجتماعات ولقاءات حثيثة لمناقشة الوضع في ليبيا، كما تواصل البعثة الأممية استكمال وضع تصوراتها حول العملية السياسية في شكل مبادرة للدفع نحو حوار سياسي جديد.

أكد أستاذ العلوم السياسية، حسن عبد المولى، ارتباط هذه اللقاءات والاجتماعات ضمن حراك دولي حول ليبيا بمساعي البعثة لإطلاق مبادرة جديدة لاستئناف العملية السياسية.

وأضاف عبد المولى في تصريحات نقلتها “العربي الجديد”، أن اللقاءات والاجتماعات تدل على اختلافات عميقة في رؤى ومصالح هذه الدول، فكل دولة استضافت طرفاً ليبياً يعكس رؤيتها وهدفها.

وأوضح أن الاختلاف الدولية في الرؤى والسياسات ليس مبنيا على اختلاف المصالح فقط، بل على وجود العديد من المتغيرات الجديدة في المشهد الليبي.

وأشار إلى أن من بين تلك المتغيرات تحول مناطق سيطرة خليفة حفتر في الشرق والجنوب لساحة اجتذبت رغبة الكثير من المشاركة في عمليات البناء والإعمار، فخلال الأشهر الماضية استبدل حفتر الخطاب العسكري بخطاب آخر قوامه الإعمار والإنماء، ففتح شهية الجميع وأغراهم بالتواصل معه، وهو ما نراه في تغير سياسات الكثير من الدول مثل إيطاليا وتركيا.

وكانت تركيا قد استضافت الخميس الماضي، اجتماع اللجنة العسكرية الليبية المشتركة 5+5 لمناقشة المزيد من الأفكار المشتركة بين أعضاء اللجنة لدعم اتفاق وقف إطلاق النار وتعزيزه.

وقالت وزارة الدفاع التركية إنها هي من دعت للاجتماع بهدف مواصلة دعمها وتعاونها مع جميع شرائح ليبيا على أساس تفاهم موحد، واستعدادها لتقديم جميع أنواع الدعم والمساهمة في تطوير الأنشطة المشتركة بينها وبين الجانب الليبي.

والجمعة الماضي، استضافت روما رئيس مجلس النواب عقيلة صالح بدعوة من نظيره الإيطالي لورينزو فونتانا، الذي ناقش معه عدة ملفات ليبية ـ إيطالية، ومنها الملف السياسي، الذي أكد فيه صالح حاجة ليبيا الملحة إلى حكومة موحدة، مهمتها الأساسية إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية لإنهاء الجمود السياسي القائم في البلاد.

وفي ظل بروز حراك دولي حول ليبيا المتمثل في اجتماع بريطانيا المرتقب غداً الأربعاء، أوضح مصدر ليبي رفيع، علم المجلس الرئاسي الليبي بالاجتماع وصحة انعقاده، موضحاً أن الاجتماع وإن كانت بريطانيا تشرف عليه، إلا أنها تشترك مع ألمانيا بشكل كبير في ضرورة بناء رؤية دولية موحدة حول ليبيا.

Shares: