ذكرت صحيفة الشرق الأوسط أن الليبيين استقبلوا الإعلان غير الرسمي عن مؤتمر دولي، يتعلق بمناقشة أزمة بلدهم السياسية، بحالة من الفتور وعدم الاكتراث.
وأضافت الصحيفة أن البعثة الأممية لدى ليبيا، أو الجانب البريطاني لم يعلنان عن المؤتمر المرتقب أن تحتضنه المملكة المتحدة، الأربعاء المقبل، لكن مصادر تتحدث عن تسارع دولي حثيث يجرى لكسر الجمود السياسي في ليبيا، بما يشمل تحريك ملف “الحكومة الموحدة”.
وأضافت أن نشطاء وسياسيين ليبيين سربوا ما قالوا إنها أجندة مؤتمر «رفيع المستوى» يستمر 3 أيام بالشراكة مع وزارة الخارجية البريطانية والكومنولث وبحضور ممثلين لـ8 دول ليس من بينها ليبيا صاحبة الأزمة، حسب جدول أعماله.
وقبل التئام المؤتمر، زادت حدة الخلافات بين الأفرقاء المتنازعين على السلطة، فيما بدا عدم تمثيل «الفاعلين في الأزمة» أو أي من الأطراف الليبية أمرا مستغربا للقوى السياسية بالبلاد.
ونقلت صحيفة الشرق الأوسط تصريحات رئيس حزب صوت الشعب الليبي، فتحي الشبلي الذي قال: لا أعتقد أن هذا المؤتمر سيفضي إلى نتيجة لأسباب عدة، من بينها غياب الجانب الليبي بالكامل سواء من الذين كانوا سبباً في المشكلة أو من القوى الوطنية.
وأضاف الشبلي أن موقف روسيا في اجتماع مجلس الأمن الأخير كان واضحا عندما اشترط ضرورة تعيين مندوب يمثل المجلس في ليبيا، وليس مبعوثا يمثل الأمين العام للأمم المتحدة.
ويرى الشبلي أن هذا المؤتمر الذي يراد منه حل الأزمة الليبية لن يكون كما يتوقعون؛ هم يعلمون أنه لن تكون هناك أي حلول للأزمة إلا من خلال مجلس الأمن، وبالتالي فإنه مع استبعاد روسيا والصين من حضور المؤتمر فلن تكون لمخرجاته أي أهمية.
وأشارت الصحيفة أن محاور المؤتمر ستضمن مراجعة المخاطر الناتجة عن استمرار الوضع الحالي، ومناقشة قضايا التنافس الدولي والخلافات بين الأطراف المعنية، إضافة إلى الاتفاق على مجالات التعاون المشترك لتحقيق الاستقرار.
وأوضحت أن من أبرز المواضيع التي ستطرح على المؤتمر: السياق السياسي لليبيا، وتقييم الوضع السياسي الداخلي والدولي، واستعراض المصالح الدولية المرتبطة بليبيا، إضافة إلى مناقشة ترتيب الانتخابات بما يتناسب مع تسوية سياسية شاملة، وبحث كيفية توحيد المؤسسات الأمنية وضمان السيطرة الوطنية على استخدام القوة.
ويبدي جانب كبير من الليبيين تشاؤما من المؤتمرات الدولية؛ حيث يرون أنها لا تشكل أهمية لهم بالنظر إلى انعدام نتائجها، وعدم تفعيل أي من مخرجاتها على الأرض.
ونقلت الصحيفة تصريحات مصدر مسؤول في مجلس أعيان ليبيا بأن “السلام لا يصنع في المؤتمرات الدولية، للأسف حاولنا مراراً إعادة البحث عن حل داخلي، وكنا نفشل لأسباب عدة”.