في تقرير تحليلي معمق، كشف المحلل السياسي عبدالله الكبير النقاب عن مخاوف جدية بشأن التأخير غير المبرر لصدور تقرير ديوان المحاسبة للعام 2023، مسلطًا الضوء على الأبعاد السياسية والرقابية المحيطة بهذا التأخير.
الكبير يرى أن تأخير نشر التقرير لمدة عام كامل يثير تساؤلات خطيرة حول الدوافع الحقيقية وراء هذا التأخير.
وفي تحليله، أشار إلى أن الصراع السياسي بين مختلف الأطراف والرغبة في الاستمرار بالمناصب هي المحرك الأساسي للقرارات والسياسات الحالية.
وركز التحليل على احتمال استغلال رئيس ديوان المحاسبة خالد شكشك للتقرير كورقة ضغط للبقاء في منصبه، خاصة بعد نجاح المجلس الرئاسي في إزاحة الصديق الكبير من منصبه كمحافظ للمصرف المركزي.
وأضاف الكبير أن عدم تناول التقرير لبعض الجهات لا يعني بالضرورة براءتها من المخالفات، بل قد يكون مؤشرًا على استمرار الاستغلال السياسي للتقرير.
كما حذر من غياب الرقابة الحقيقية على السلطات في المنطقة الشرقية.
وشدد على ضرورة توضيح أسباب التأخير من قبل رئيس الديوان، مؤكدًا أن صندوق التنمية وإعادة الإعمار – برئاسة بلقاسم نجل حفتر – يمثل نموذجًا صارخًا للجهاز الخدمي الذي يعمل بعيدًا عن أي رقابة أو مساءلة.
وفتح تقرير ديوان المحاسبة لعام 2023، الذي تم تسريبه قبل صدوره رسمياً، باباً جديداً من الانتقادات الموجهة لحكومة الدبيبة والمؤسسات التابعة لها، بعدما كشف عن وقائع فساد، وسط مطالب سياسية ومجتمعية بفتح تحقيق فيما تضمنه من تجاوزات.
وتنوعت أشكال الإنفاق والتجاوزات المالية، التي أوردها تقرير الديوان، بين رواتب قطاع السفارات والقنصليات والبعثات الليبية لـ3478 موظفاً، منهم 1923 دبلوماسياً، و1555 عمالة محلية، والإنفاق ببذخ على شراء سيارات فارهة للمسؤولين، واستئجار طائرات خاصة.
وأفاد التقرير بأن رواتب قطاع السفارات والقنصليات والبعثات وصل إلى 1.5 مليار دينار، كما أظهر تخصيص قرابة 50 مليون دينار لبند سيارات، وقرابة نصف مليار دينار للتدريب ضمن نفقات مؤسسة النفط.
كما رصد التقرير صرف نفقات بدل سكن موظفي ديوان مجلس الوزراء ما مجموعه 847 ألف دينار، وسداد الحكومة 316.44 ألف دينار مقابل حجوزات فندقية لفترات طويلة لأشخاص، دون توضيح صفاتهم أو تبعيتهم.
ورصد إنفاق 10 آلاف دولار مقابل إقامة وفود رئاسية لليلة الوحدة في جناح فندقي خلال زيارتها إلى نيويورك، رغم وجود مقر ليبي لضيافة الشخصيات المرموقة، كما تضمن التقرير صرف 720 ألف دينار، مقابل توفير طائرة لنقل نائب رئيس المجلس الرئاسي إلى دولة غينيا مؤخراً.
وأظهر التقرير أيضاً توسع حكومة عبد الحميد الدبيبة، في الإنفاق بشكل كبير، بداية من الصرف على رحلات الطيران قيمتها أكثر من مليوني ونصف مليون، وصولاً إلى إنفاقها 665 ألف دينار على إحياء ليلة القدر خلال شهر رمضان الماضي، بالإضافة إلى تخصيص نحو نصف مليون دينار لإقامة ندوة تتعلق بالانتخابات.