كشفت صحيفة “لاسيلا فاسيا” الكولمبية في تحقيق استقصائي مفصل تفاصيل دقيقة عن عملية نقل أكثر من 300 عسكري كولمبي متقاعد عبر الأراضي الليبية للقتال في السودان في صفوف قوات الدعم السريع.
وكانت وسائل التواصل الاجتماعي السودانية قد تداولت في 20 نوفمبر الحالي مقطع فيديو لعناصر تتبع للقوة المشتركة، التي تقاتل إلى جانب الجيش ضد الدعم السريع، وهم يستعرضون وثائق وأوراق ثبوتية قالوا إنها تخص مرتزقة كولومبيين قادمين من ليبيا للقتال في صفوف قوات الدعم السريع.
وفقاً للتقرير، بدأت تفاصيل العملية المعقدة عندما تم تجنيد هؤلاء العسكريين من قبل شركة A4SI الكولومبية برئاسة عمر أنطونيو رودريغيز بيدويا. تم خداع الجنود بعرض عمل للخدمات الأمنية في الإمارات، لكنهم وجدوا أنفسهم منقولين عبر ليبيا إلى السودان للمشاركة في القتال.
ويعيد ذلك إلى الأذهان الحادثة الشهيرة لتعاقد شركة “بلاك شيلد” الإماراتية في عام 2020 مع عدد من الشباب السودانيين، قيل حينها أن عددهم 420 شخصا، للعمل في مجال أمن المنشئات في دولة الإمارات، لكنهم فوجئوا بنقلهم إلى ليبيا للقتال بجانب قوات خليفة حفتر.
تفاصيل الرحلة المعقدة أظهرت أن أول دفعة من الجنود الكولومبيين وصلت إلى مطار بنغازي في سبتمبر 2024، ومن ثم نُقلوا عبر رحلة صحراوية استغرقت ثمانية أيام إلى السودان. وفي تفصيل مهم، نجحت القوات المشتركة في نصب كمين لقافلة لوجستية قادمة من ليبيا والقبض على بعض هؤلاء الجنود.
الدور الإماراتي برز بوضوح في التقرير، حيث أشار إلى وجود “دور غير مرئي” للإمارات في هذه التعاقدات. وسبق للإمارات التعاقد مع مرتزقة للقتال في اليمن، كما أن لديها عسكريين يقدمون الإسناد لقوات الدعم السريع.
يشارك هؤلاء المرتزقة حالياً في المعارك الدائرة للسيطرة على مدينة الفاشر في إقليم دارفور. وقد لقي ثلاثة منهم حتفهم في أكتوبر الماضي خلال المعارك.
تفاصيل التجنيد كشفت أن 40 جندياً أُرسلوا إلى السودان دون رغبتهم، عبر عملية عابرة للحدود شاركت فيها أربع دول.
ويتراوح راتب هؤلاء الجنود بين 2600 إلى 3400 دولار شهرياً، مع خطط الشركة لزيادة عددهم إلى ما بين 1500 و1800 جندي.
أحد الجنود أكد في تسجيل صوتي أن التعاقد معهم كان لغرض مختلف تماماً عما اكتشفوه عند وصولهم. كما أعرب العديد منهم عن مخاوفهم من القتل في حال رفضوا المشاركة في الحرب.
رفضت وزارة الخارجية الكولومبية التعليق على مصير جثث الجنود القتلى، مما يزيد من تعقيد وغموض هذه العملية.