كشفت تصريحات متضاربة بين مؤسسة النفط برئاسة فرحات بن قدارة ووزارة النفط المكلف خليفة عبدالصادق عن حالة من الارتباك في توقعات الإنتاج النفطي الليبي، حيث تراوحت التقديرات بين عامي 2025 و2028 لبلوغ إنتاج 2 مليون برميل يوميًا.
بدوره، أوضح الخبير القانوني عثمان الحضيري أن هذا التناقض ليس وليد الصدفة، بل هو انعكاس لأزمة هيكلية تعاني منها المؤسسة النفطية، موضحًا أن رئيس مؤسسة النفط فرحات بن قدارة، الذي تولى مهامه في يوليو 2022، كان قد وعد في البداية بزيادة الإنتاج إلى 2 مليون برميل خلال عام واحد، قبل أن يتراجع عن تلك التصريحات.
الحضيري يرى في تصريحات لـ”صفر” أن المشكلة الجوهرية تكمن في فقدان الكوادر الفنية المؤهلة وتهميش الخبرات، وغياب استراتيجية واضحة لإدارة القطاع.
ووصف تصريحات المكلف بوزارة النفط خليفة عبدالصادق بأنها “تغريد خارج السرب”، معتبرًا أن همه الوحيد تحقيق مكاسب شخصية.
وشدد على أنه لن يرى قطاع النفط أي تقدم في ظل غياب الكفاءات الوطنية والخبرات التي عرفت النفط وقاومت بقوّة المقاطعة الأمريكية الشرسة سابقا.
التناقض في التصريحات يعكس أزمة عميقة، حيث تمتلك المؤسسة ميزانية تجاوزت 60 مليار دينار ودعمًا غير محدود، لكنها تفتقر إلى الرؤية الاستراتيجية. وشدد الحضيري على ضرورة وجود مستشارين متخصصين في مجالات الاستكشاف والإنتاج والقانون والمالية للخروج من هذا المأزق.
في ظل هذا الواقع، يبدو مستقبل القطاع النفطي الليبي محاطًا بالغموض، مع استمرار حالة التخبط في الإدارة وغياب الاستراتيجية الواضحة التي من شأنها إنقاذ هذا القطاع الحيوي من الانهيار.