قال الكاتب والباحث السياسي الليبي، عز الدين عقيل، إن الليبيين يتطلعون لاختيار قياداتهم مثلهم مثل أي شعب، خصوصا على مستوى السلطات المحلية، لذا فقد كان من الطبيعي أن يكون الإقبال والمشاركة على الانتخابات البلدية جيدين جدا، ولعل في هذا أبلغ رد على الغرب الذي يقدّم ليبيا للعالم بصورة مستمرة، على أنها غير قادرة على إجراء انتخابات.
ويقول عقيل، في تصريحات نقلتها صحيفة “الوئام” إنه لا يمكن لدولة مأزومة، وهي نموذج لدولة نزاع مسلح، أن تكون انتخاباتها البلدية بداية لحل أزمتها السياسية، إذ إن الحل يكمن في إجراء انتخابات البرلمان والرئاسة، مؤكدا أنها قمة المأساة أن يورط الغرب البلاد بانتخابات فرعية، ويمنعها من إجراء انتخاباتها العامة البرلمانية والرئاسية.
الباحث السياسي الليبي أضاف أن واشنطن ولندن منعتا إجراء الانتخابات العامة في ليبيا عام 2021، بتدخلهما بإلغائها عبر المبعوثة الأممية ستيفاني وليامز، فور ظهور خلافهما مع الروس على مشاركة سيف الإسلام القذافي بالانتخابات، وتناقض هذا مع تشجيعهما اليوم لقيام انتخابات بلدية، وجعلها هي الأساس، وتجاهل إجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية.
وأوضح عقيل أن واشنطن تعمل الآن وبصورة خطيرة، على إنتاج دستور ونظام سياسي لليبيين، عبر هيئة عرفية، أجبرت ما يسمّى بالمجلس الرئاسي على إنشائها تحت اسم هيئة الاستفتاء والاستعلام، وفرض إجراءات طارئة وإعلان الأحكام العرفية بالبلاد.
وتجاوزت نسبة المشاركة في الانتخابات البلدية للمجموعة الأولى في ليبيا 77.2%، لتكون هي الأعلى في تاريخ المحليات، حسب عماد السايح، رئيس المفوضية العليا للانتخابات، الذي أرجع التأخير في إعلان النتائج إلى التدقيق.
وأوضح عماد السايح أن 92 حالة تطلبت المراجعة في 58 مركزا، وهو ما استدعى زيادة 3 أيام من أجل التدقيق، وليس بهدف الكشف عن التزوير، لافتا إلى أن المرحلة الثانية من الانتخابات ستجري في 25 يناير المقبل.