كشفت دراسة حديثة صادرة عن المركز الليبي للدراسات الأمنية والعسكرية عن عودة متوقعة للدور الأمريكي القوي في المشهد الليبي، مع توقعات بتغيرات جوهرية في آليات التعامل مع الأزمة الليبية خلال الفترة المقبلة.
وأوضحت الدراسة أن الولايات المتحدة بعد فوز ترامب رغم غيابها الظاهري عن المشهد في السنوات الأخيرة، ظلت تدير الأزمة من خلف الستار عبر توجيه حلفائها الأوروبيين والإقليميين، ورسم الخطوط العريضة للمسارات السياسية والعسكرية والاقتصادية في ليبيا.
وأشار التقرير إلى أن السياسة الأمريكية تجاه ليبيا تتسم بالثبات في أهدافها الاستراتيجية، لكن التغيير المرتقب سيكون في أساليب التنفيذ وآليات فرض هذه الرؤية على الأطراف المحلية، بما يضمن تحقيق المصالح الأمريكية في المنطقة.
وتوقعت الدراسة أن تتجه الإدارة الأمريكية في المرحلة المقبلة نحو استراتيجية ذات شقين: الأول يتمثل في دعم أطراف محددة وعقد صفقات نفطية، والثاني يركز على الدفع باتجاه إجراء انتخابات مع تفويض إدارة الملف لحلفائها الإقليميين، وتحديداً تركيا ومصر.
وختمت الدراسة بتحذير للأطراف الليبية من مغبة الاستمرار في الاعتماد على التدخلات الخارجية، داعية إياها إلى تبني حوار ليبي-ليبي يحد من النفوذ الأجنبي ويمنع تحول الفاعلين المحليين إلى مجرد أدوات لتحقيق مصالح القوى الدولية والإقليمية.