الولايات المتحدة الأمريكية، أطلقت عبر سفارتها في ليبيا، مبادرة جديدة لدعم رواد الأعمال في جنوب البلاد، في خطوة تأتي ضمن توجه أمريكي متزايد نحو المنطقة الجنوبية.

السفارة الأمريكية أعلنت أمس الخميس عن نجاح التعاون بين وكالة التنمية الدولية (يوسيد) ومنظمة “سوبر نوفا” الليبية في ربط سبع شركات ناشئة من جنوب ليبيا بمستثمرين في طرابلس.

بيان السفارة أوضح أن رواد الأعمال، الذين أكملوا برنامجاً تدريبياً مكثفاً استمر أربعة أشهر، تمكنوا من عرض مشاريعهم أمام بنوك ومستثمرين ومستهلكين محتملين.

المبادرة تأتي في إطار توجه أمريكي جديد نحو جنوب ليبيا، كشف عنه المبعوث الأمريكي الخاص ريتشارد نورلاند في سبتمبر الماضي، بالتزامن مع مؤشرات حل أزمة المصرف المركزي.

التحرك الأمريكي واجه انتقادات من بعض المسؤولين الليبيين، حيث وجه النائب الأول لرئيس مجلس النواب، فوزي النويري، اتهامات لواشنطن بالتدخل في الشأن الاقتصادي الليبي.

واعتبر النويري في بيان رسمي أن بعض مواقف السفارة الأمريكية تتعارض مع القوانين المالية الليبية وتهدف إلى تقويض نجاح توحيد المصرف المركزي.

وكانت السفارة الأمريكية قد أعلنت في وقت سابق عن استضافة المبعوث نورلاند لمحافظ مصرف ليبيا المركزي، ناجي عيسى، في وزارة الخارجية الأمريكية، حيث رحب بتعيين مجلس إدارة المصرف المركزي الجديد.

وفي سياق متصل،

كشف المحلل العسكري عادل عبد الكافي عن مساعٍ أمريكية حثيثة لتقليص نفوذ روسيا في ليبيا من خلال الضغط على المواطن الأمريكي خليفة حفتر للحد من علاقته مع المرتزقة الروس، سواء من مجموعة فاغنر سابقاً أو الفيلق الروسي الأفريقي حالياً.

وأوضح عبد الكافي في تحليله أن الولايات المتحدة تنتهج استراتيجية احتواء وتطويق لمعسكر الرجمة، في محاولة للحفاظ على نفوذها في واحد من أهم المواقع الاستراتيجية في شمال أفريقيا. وقد أرسلت واشنطن ممثلين إلى المعسكر لمواجهة حفتر بأدلة حول حجم الدعم اللوجستي الذي يقدمه للمرتزقة الروس.

وأشار التحليل إلى أن موسكو قامت بدمج عناصر فاغنر مع ميليشيات الفيلق الروسي الأفريقي ضمن مشروع يخدم استراتيجياتها في المنطقة.

ويمتد نفوذ المرتزقة الروس عبر خمس دول رئيسية، تشكل ليبيا مركزها ومنفذها الرئيسي، إضافة إلى النيجر ومالي وبوركينا فاسو وجمهورية أفريقيا الوسطى.

ويهدف هذا التواجد إلى السيطرة على مناطق الطاقة والثروات الطبيعية، بما فيها الذهب والألماس واليورانيوم والنفط والغاز.

وكشف التقرير عن آلية عمل الفيلق الروسي، الذي يعتمد على إقامة أنظمة موالية لروسيا تؤمن الحماية لعناصره، بالإضافة إلى تواجد لواء الدب، وهو وحدة هجينة تابعة للاستخبارات العسكرية الروسية.

كما يستعين الفيلق بمرتزقة محليين من دول الساحل والصحراء وغرب أفريقيا، وهي العناصر ذاتها التي ساهمت في طرد القوات الأمريكية من المنطقة.

وختم التحليل بالإشارة إلى أن الضغوط الأمريكية على حفتر تهدف إلى دمجه في مشروعها لتطويق الحدود الليبية براً وبحراً، في محاولة للحد من قدرة المرتزقة الروس على التحرك والتواجد في المنطقة.

Shares: