كشف تقرير حديث نشره موقع التحقيقات السويدي «نورديك مونيتور» عن حجم وعمق الوجود العسكري التركي في ليبيا، مرسماً صورة واضحة للاستراتيجية المعقدة التي تنتهجها أنقرة لتوسيع نفوذها الإقليمي.
التقرير رصد انتشارا عسكريا تركيا دقيقا يتجاوز 3000 جندي موزعين بعناية في مواقع استراتيجية حيوية بليبيا. تمتد هذه القوات لتشمل مراكز التدريب في تاجوراء، ومراكز القوات الخاصة في الخمس، والقواعد الجوية الرئيسية في الوطية ومصراتة ومعيتيقة.
يتشكل هذا الوجود العسكري من مزيج متنوع يضم أكثر من 2000 جندي من القوات المسلحة التركية، وحوالي 800 متعاقد عسكري من شركة سادات التركية، بالإضافة إلى ما يُقدر بنحو 50 عميل استخباراتي يعملون داخل الأراضي الليبية.
التقرير أشار لامتلاك تركيا ترسانة عسكرية متطورة في ليبيا تشمل طائرات مسيرة متقدمة من طراز بايراكتار TB2، ومدافع هاوتزر T-155 Firtina، وأنظمة دفاع جوي حديثة. كما تعزز أنقرة وجودها اللوجستي من خلال 280 رحلة شحن جوي باستخدام طائرات نقل متخصصة، وسفينتين حربيتين تقومان بدوريات مستمرة قبالة السواحل الليبية.
يركز التواجد التركي بشكل أساسي على دعم حكومة الوحدة الوطنية في طرابلس، مع توفير تدريب مستمر للقوات الموالية لها وتزويدها بالمعدات العسكرية المتطورة.
التقرير أوضح أن تركيا تستخدم موانئ استراتيجية مثل أبوستة وسيدي بلال، مما يعزز قدرتها على التموين والدعم اللوجستي.
يعكس هذا التوسع العسكري المدروس رغبة تركية واضحة في ترسيخ نفوذها الإقليمي، مستفيدة من التعقيدات السياسية في ليبيا. تنجح أنقرة في بناء شبكة معقدة من التأثير العسكري والسياسي والاقتصادي، تمتد beyond المجرد العسكري لتشمل استراتيجية شاملة للتوسع في المنطقة.
يُظهر التقرير أن الوجود التركي في ليبيا لم يعد مجرد تدخل عسكري مؤقت، بل أصبح عنصراً أساسياً في المعادلة الاستراتيجية للمنطقة، مع امتلاك القدرة على التأثير في التوازنات السياسية والعسكرية المعقدة.